الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكون الخال وليا في النكاح

السؤال

والدي منفصل عن والدتي، ويسيء معاملتنا من بعد الانفصال، وتقدم لي شاب ورفض بشدة أن يقابله أوأن يتدخل أساسا في الزواج بأي شكل، فلجأت إلى أعمامي ورفضوا هم الآخرون بحجة أن والدي على قيد الحياة ولا يمكنهم التدخل ـ وليس لي أي خال ـ فلجأت إلى أولاد خالي وقابلوا العريس، والآن أنا مخطوبة له ومشكلتي هي أن والدي يرفض بشكل قطعي أن يتولى عقد الزواج وأعمامي كذلك، فما الحل؟ أنا في حيرة، لأن العقد بدون ولي باطل.
أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بحرصك على السعي في سبيل إعفاف نفسك بالزواج ونسأل الله تعالى أن يحقق لك ذلك وأن يجزيك خيرا على مراعاتك لضوابط الشرع في النكاح إذ إن الولي شرط لصحة النكاح، روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي، ولمعرفة شروط النكاح عموما راجعي الفتوى رقم: 1766.

ولا يحق لوليك الامتناع عن تزويجك بالكلية أو رفض خاطب كفء في دينه وخلقه، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

فنوصيك أولا بمحاولة إقناع والدك بتزويجك واستعيني عليه بالله أولا ثم بمن ترجين أن يكون له تأثير عليه فإن اقتنع وزوجك فذلك المطلوب، وإن أصر على الامتناع فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي، فإن ثبت عنده عضل وليك لك زوجك أو وكل من يزوجك، روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة لم يُنكحها الولي فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له.

واعلمي أن أولياء المرأة هم عصبتها فالخال لا يكون وليا لها في النكاح، وراجعي الفتوى رقم: 3804، ففيها بيان ترتيب الأولياء في النكاح.

وإننا نود أن نرشد ونؤكد على السعي في لم شمل هذه الأسرة والإصلاح بين أفرادها، فالخلاف شر، والصلح خير،كما أخبر الرب تعالى، وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة، قالوا بلى قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة.

وإن لم يكن الإصلاح بين الزوجين فلا أقل من أن تكون العلاقة بين هذا الأب وأولاده على حالة حسنة، ويجب على الأولاد أن يكونوا على حذر من أن تصدر منهم أي إساءة لوالدهم ولو أساء إليهم، فبره والإحسان إليه ثابت على كل حال، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 69066.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني