الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العدل في الهبة بين الأولاد وأولاد الأولاد

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل. سؤالي يمكن أن يكون له جانب اجتماعي أكثر من الجانب الشرعي، ولكن لثقتي فيك ورأيك السديد كتبت لك لأخبرك أننا أسرة مكونة من ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ومنّ الله علينا أن والدينا على قيد الحياة، وكذلك منّ الله علينا أنهما من الآباء الذين يساعدوننا على برهما، منذ تعيني وأنا مرتبط بهما واشتد هذا الارتباط عندما نقلت إلى المنطقة التي يعيشون فيها فجميع ارتباطاتهما أنا مسؤول عنها ولا زلت بحمد الله وفضله، وبعد تعيين أخي الأصغر كان مثلي فهو يقوم بمساعدتي في جميع الارتباطات، أما الثالث فهو أكبر مني سنا وارتبط-ارتباط اجزئيا- فترة من الزمن لا تتجاوز الخمس سنوات وكانت العلاقات متوترة فتارة صافية وتارة العكس حتى فصل عن والديه وتخلى عنهما وهذا قبل أن نتعين أنا وأخي فقد كنا ندرس، بل إنه أخذ ما لم يأخذه أحد من الوالد فقد زوجه مرتين واشترى له سيارات وهو موظف, بل إن حال الوالد الاقتصادية متدهورة ووصل الحال به للبحث عن وظيفة سائق في عدة دوائر حكومية ولم يجد لكبر سنه, فصار يعمل على سيارة لدينا لتحميل البطحاء والأسمنت حتى يتمكن من الصرف على أسرته ولم يقف أخي الأكبر معه في ذلك الوقت واستمر ذلك حتى الآن. هو يزور الوالد والوالدة ولكن ليس لديه الاستعداد لتحمل أي شيء من الاعباء، أقسم بالله أني لم أذكر ذلك امتنانا فلله المنة وحده، ولكن لتوضيح الصورة لشيخنا الفاضل، عند نقلي سكنت في منزل الوالد وكذلك أخي الأصغر وقام أخي بزيادة غرف وترميم شامل للدور الذي يسكن فيه وقمت أنا كذلك في الدور الذي أسكن فيه، كالعادة نجتمع بعد المغرب عند الوالد وفي أحد الأيام أخبرنا والدنا أنه يريد أن يهب المنزل لولدي وولد أخي الأصغر، حقيقه فاجأني كما فاجأ أخي هذا الأمر فطلبت من والدي أن يتريث حتى أسأل فوافق جزاه الله خيراً.سؤالي هو: هل هذه الهبة جائزة، وإذا كانت جائزة أليس على الوالد ذنب من ناحية أخي الأكبر، على الرغم أن لوالدنا أملاكا في الديرة وليس له نية أن يحرمه منها وكذلك أخواتي البنات فقط هذا البيت، فضيلة الشيخ نأمل منكم الرد علينا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالراجح المفتى به عندنا هو وجوب العدل بين الأولاد في الهبة والعطية كما بيناه في الفتوى رقم: 124578. وأولاد الأولاد مثل الأولاد في وجوب العدل بينهم لأنهم في مسمى الأولاد في اللغة وعرف الشرع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن وهو ابن بنته: إن ابني هذا سيد. أخرجه البخاري وغيره.

جاء في الإنصاف للمرداوي: والصحيح أن حكم الأقارب الوراث في العطية كالأولاد نص عليه. انتهى.

فالواجب على أبيكم أن يتقي الله سبحانه ويلزم العدل بين أولاده وأولاد أولاده في الهبات والعطايا طاعة لله ورسوله وسداً لذريعة التباغض والتشاحن بين أولاده وأحفاده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني