الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف ألا يدخل على اليوتيوب فهل يحنث بمشاهدة ما نقل منه

السؤال

أقسمت يمينا على أن لا أدخل إلى موقع ـ اليوتيوب ـ الشهير والخاص بمقاطع الفيديو، وذلك لسببين أنا متحقق منهما وسبب ثالث غير متأكد منه.
أما السببان المتحقق منهما فهما: 1ـ خوف الفتنة من مقاطع الفيديو الإباحية الموجودة على الموقع.
2ـ عدم مشاهدة المقاطع المفزعة والتي تبعث القلق في النفس مثل مقاطع التعذيب وغيرها.
أما السبب الثالث الذي لست متأكدا منه فهو عدم دخول هذا الموقع لعدم تضييع الوقت فأنا أشك في هذا السبب هل كنت أريده وقت اليمين مع السببين السابقين أم لا؟.
والسؤال هو: هناك مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت خاصة بمقاطع الفيديو أيضا وعندما أدخل عليها أجد أن بها مقاطع فيديو كثيرة جدا منقولة من موقع ـ اليوتيوب ـ فهل إذا شاهدت هذه المقاطع أكون حانثا في يميني؟ لأنها منقولة من الموقع الذي حلفت عليه أم لا؟ لأنها مواقع لم أحلف عليها، وإنما حلفت على موقع
ـ اليوتيوب ـ فقط، علما بأنني لا أريد أن أشاهد على هذه المواقع إلا مقاطع الفيديو الإسلامية وليس مشاهدة المقاطع الإباحية أو مقاطع التعذيب والتي كانت سببا في قسمي على عدم دخول موقع ـ اليو تيوب ـ وإذا كنت لم أحنث في هذا اليمين، لأن السببين اللذين كانا وراء قسمي على عدم دخول موقع ـ اليوتيوب ـ غير موجودين فالآن بالنسبة للمواقع الأخرى، فهل السبب الثالث الذي أشك فيه له دخل في حنث اليمين أم لا؟.
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحقيقة هذه اليمين أنك قد حلفت على عدم الدخول إلى هذا الموقع سدا لذريعة مشاهدة أفلام الفتنة أوأفلام تثير الرعب، وعلى هذا فلا يجوز لك الدخول إلى هذا الموقع ما دام على هذا الحال، فإذا دخلت عليه حنثت ووجبت عليك الكفارة.

ولو قدر أن انتفى وجود هذه الأفلام في هذا الموقع جاز لك الدخول فيه ولا تحنث بذلك، لأن الحالف لا يحنث إذا زال السبب المحلوف عليه، وهذا الذي يسميه الفقهاء بساط اليمين، وراجع فيه الفتوى رقم: 53941.

وأما بالنسبة للسبب الثالث والذي تشك فيه فهو غير معتبر أصلا، لأن الأصل عدم وجوده ما لم يثبت أو يغلب على الظن وجوده.

ويجوز لك الدخول في مواقع أخرى لمشاهدة شيء من مقاطع الفيديو المباحة ولا تحنث بهذا الدخول ولو كان هذا المقطع الذي شاهدته مأخوذا من موقع اليوتيوب، لأنك لم تكن قاصدا دخول هذه الصورة فيما كنت حالفا عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني