الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزايدة غير مشروعة لشبهها بالمقامرة

السؤال

ما شرعية التعامل مع موقع على الإنترنت؟ وهوعبارة: عن موقع مزادات مختلف عن المزاد العادي في النقاط الآتية:1-رسوم المزاد لا تدفع مرة واحدة عند دخول المزاد، وإنما تدفع كلما قام الفرد بالمزايدة على السلعة.2- الفائز ليس صاحب أعلى سعر فقط، وإنما هو صاحب أعلى سعر غير متكرر.طريقة عمل هذا المزاد: أنه يتم ترتيب المزايدين في قائمة ويتصدر القائمة صاحب أعلى مزايدة غير متكررة ويتم تحديد السعر الأقصى الذي لا يمكن لأي مزايد أن يتخطاه ويدفع كل مزايد رسوم خاصة بكل مزايدة يقوم بهامثال: هذه هي قيم المزايدات: 20 و 20 و 19 و 19 و 16 و 15 و 15 ، فالفائز هو صاحب المزايدة بقيمة 16 جنيها، والمزايدات كلها مخفية، وكل مزايد يستطيع معرفة مزايداته هو فقط، ولكن الموقع يوفر مجموعة من العمليات الحسابية تمكنك من معرفة المزايدة الرابحة، ويؤكدون أنه لا مجال للحظ في المزاد حتى لا يتحول إلى قمار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ظهر لنا من السؤال أن هذه الطريقة قائمة على أن كل سوم يقوم به المزايد على السلعة يدفع عليه أجراً وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: لا مانع شرعاً من استيفاء رسم الدخول - قيمة دفتر الشراء بما لا يزيد عن القيمة الفعلية - لكونه ثمناً له.

لكن أن يكون الهدف هو تكرارالتسجيل كما هو الظاهر وأخذ رسوم عليه، ربما تكون أكثر من القيمة الفعلية لتكلفة التسجيل ـ إن كانت له تكلفة ـ فهي حيلة على أخذ أموال الناس بالباطل، سيما وأنهم أخفو المزايدة والأصل إعلانها، وهي في الحقيقة ليست مزايدة، وإنما هي لعبة يخسر الكثيرون فيها رسوم اشتراكهم ويربح فيها المنظمون لها بما يجنونه من رسوم الاشتراك، وكذلك من ترسو عليه، لأنه قد يأخذ السلعة بأقل من قيمتها وهذا فيه شبه بالقمار، لأنها دائرة بين غنم السلعة وغرم ما تم الاشتراك به مما قد يفوق التكلفة الفعلية للدخول في تلك العملية، وإخفاء سوم المشتركين وكون الفائز بها قد لا يكون الأعلى سعراً ما هو إلا لتكثير الاشتراك والإكثار من السوم لتحصيل أكبر قدر من المال.

وبناء عليه، فالذي نراه أن الصورة المذكورة ما هي إلا حيلة لأكل أموال الناس بالباطل، وكل يوم نشهد حيلاً جديدة وابتكار طرق متعددة لاستنزاف أموال الناس وأكلها بالباطل، وبناء عليه، فلا يجوز الدخول في تلك العملية، وللفائدة في ذلك انظر الفتويين رقم: 101734، ورقم: 77044.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني