الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم المحرمة تمزيق الجوارب من أسفل الكعبين

السؤال

سؤالي هو: هل صحيح أنه يجب تمزيق الجوارب من أسفل القدم والأصابع حين أداء مناسك الحج أوالعمرة؟ حيث إنني أديت مناسك الحج دون فعل ذلك، وأبلغوني أنه يجب تمزيقها ليمس القدم أرض الكعبة الشريفة، فما حكم ذلك؟.
أفتوني، ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للمرأة أن تلبس ما شاءت في الإحرام من قميص وسراويل وجوارب ولا تمنع من لبس شيء في الإحرام سوى النقاب والقفازين، لما روى أبوداود بإسناده عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى النساء في إحرامهن عن القفازين والنقاب وما مس الرؤوس والزعفران من الثياب، ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب من معصفر، أوخز، أوحلي، أو سراويل، أو قميص، أو خف.

ولم يوجب عليهن النبي صلى الله عليه وسلم فتق الخفاف ولا الجوارب، ولم ينقل الأمر بذلك في شيء من الأحاديث ـ فيما نعلم، لا في حديث صحيح ولا ضعيف ـ ومن ثم ففعل هذا من الأمور الممنوعة، لما فيه من الإحداث في الدين واستحباب ما لم يستحبه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله أحد من أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ الذين هم أحرص الناس على الخير، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولما يشتمل عليه هذا الفعل أيضا من إضاعة المال وتمزيق الجوارب بغير مسوغ شرعي، وبه تعلمين أن ما سمعته ليس له أي أساس من الصحة، وأن الواجب الكف عن هذا والامتناع عنه، ولعل السائلة تعني ما ورد من نهي المحرم الذكر عن لبس الخفين وأمره بقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين إذا لم يجد نعلين، وهذا هو ما عليه الجمهور، خلافا لا بن تيمية ومن وافقه، وراجعي هذا فتوانا رقم: 25013.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني