الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر البالغ المتأخر في نمو العقل مكلفا

السؤال

عندنا في أسرتنا فتاة عمرها 15 سنة، ومنذ الولادة تم تشخيص حالتها بأن عقلها متأخر النمو عن عمرها الحقيقي، والحمد لله كبرت وتتكلم وتمشي وتفهم الكلام لكنها متأخرة دراسيا بحيث يصعب عليها إخراج الحروف كمن في عمرها، وبطئية التعلم والفهم في المدرسة على الرغم من أنها تتصرف تصرفات جيدة في بيتنا .
ولقد بلغت السنة الماضية وأجبرناها على الصوم في رمضان ولكنا تعبت وغير مقتنعة بالصوم، وأفطرت أياما بعذر شرعي، وأفطرت أيام أخرى لأنها كانت مريضة وتقريبا أفطرت بحدود أسبوعين وهي لا تواظب على صلواتها، فقط إذا قلنا لها صلي صلت وإذا لم نقل لها التهت باللعب ولم تهتم بها. كيف وضعها هل هي محاسبة ومكلفة وماذا يجب علينا كأهل أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على الأهل أن يحسنوا تربية أولادهم، قال تعالى : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. {التحريم:6}.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ... متفق عليه.

ومن أعظم ما يجب على الأهل نحو أولادهم تعليمهم الصلاة وأمرهم بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود وصححه الألباني.

أمّا عن هذه الفتاة متأخرة النموّ فهي مكلّفة ومسؤولة ما دامت بالغة عاقلة، وعليكم أن تجتهدوا في تعليمها ما يلزمها من أحكام الشرع وتأمروها بما يجب عليها من العبادات، وتصبروا على ذلك وتستعملوا معها الرفق والأسلوب الذي يلائمها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني