الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الزواج بلا ولي لاعتراض أهلها

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما وأريد الزواج بدون ولي ـ استنادا لمذهب أبي حنيفة ـ من فتاة إلى أن أتقدم لخطبتها رسميا بعد عامين ـ بإذن الله ـ وسيكون هناك شاهدان على العقد وسأعطيها مهرا وسأوثق العقد وسأضمن لها كل حقوقها ولن أقوم بوطئها وقد اتفقنا على ذلك وستظل بكرا إلى أن أطلبها من أهلها، والمشكلة أننى لا أملك وظيفة وأهلها سيعترضون على ذلك وأهلي كذلك، وزواجي منها تحصين من المعاصي لي ولها وأكررأنني سأضمن لها حقوقها.
وأرجو الرد على كلامي بدون تعصب، والله المستعان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج بدون ولي باطل، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 114697.

والمسلم مطالب باتباع الدليل الشرعي من قرآن أو سنة، ولا يطالب باتباع إمام بعينه في كل ما يذهب إليه من حق أو باطل، ذلك أن هؤلاء الأئمة ـ على جلالة قدرهم وعظيم شأنهم ـ ليسوا معصومين من الخطإ، بل كل واحد منهم له بعض المسائل التي شذ فيها وخالف فيها الصواب والدليل وهو معذور في ذلك إما لعدم وصول الدليل إليه تارة أو لعدم فهمه على وجهه الصحيح تارة أوتأوله على غير وجهه تارة أخرى وكل هذا لا يقدح فيهم ولا في علمهم ولا في منزلتهم، وراجع فتوانا رقم: 123926، ففيها كلام نفيس في رفع الملام عن الأئمة الأعلام.

ثم إنا نسألك أيها السائل سؤالا إذا أنصفت في الإجابة عنه فقد أفتيت نفسك إذا كانت لك ابنة، فهل ترضى أن يتقدم لها رجل ليقيم معها علاقة دون علمك ويعقد عليها دون إذنك ورضاك ثم بعد زمن ما ـ قد يطول أويقصرـ تعلم أنت بهذا الأمر؟ أترضى هذا لنفسك وترضاه لابنتك؟ ثم أليس هذا تقطيعا للأرحام وتمزيقا للعلاقات الأسرية؟ فإن البنت التي ستقدم على هذا حتما سيغضب عليها والدها وإخوتها وسائرأرحامها ـ وحق لهم ذلك ـ فإذا كنت ترضى هذا لنفسك فقد خالفت الفطرة السوية والأخلاق المرضية، وإذا كنت لا ترضاه لنفسك وابنتك فلم ترضاه لغيرك.

ولا يسوغ لك هذا المنكر ما تتعلل به من أنك لن تدخل بها، بل ستكتفي بمجرد العقد ولا يعفيك هذا من التبعة والإثم، فإن مجرد العقد على المرأة لا يجوز إلا بولي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني