الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قال لو دخلت بيت أهلي فأنت طالق ثم أذن لها بدخوله

السؤال

سؤالي هو: كنت قد قلت لزوجتي سأذهب بك إلى بيت أهلك، نزولاً عند رغبتها، ولكن ظروف العمل منعتني فسألتها أن تؤجل الذهاب، ولكن رأيت في عينيها نظرة مرة تحمل غضبا، فقلت لها إنني ذاهب إلى العمل ـ لعلي ألتمس منهاعذراً ـ فتأذن لي بالذهاب ورجوتها في ذلك، ولكنها لم تلتمس لي العذر ولم ترحمني فخرجت من البيت ضائقاً متجهاً إلى السيارة وبينما أنا أشغل السيارة لم ترضى نفسي عن تلك النظرات فاتصلت عليها وطلبت منها أن تتجهز، لكي أخذها في زيارة لأهلها ثم أذهب إلى العمل وطلبت منها أن تحمل ما تريد ـ علماً أنني لا أقصر في ذهابها إلى زيارة أهلها وقت ما تشاء ـ وحين أتيت إلى باب بيت أهلي وجدتها قد حملت كيسا ملابسي وملابسها تريد من أخواتها أن يقمن بغسلها فأبيت عليها ذلك فأصرت فنهرتها بأنني سوف أقوم بغسلها بنفسي ولاحاجة لغسلها وأن ترتاح، علماً بأنها حامل وأنا في البيت ـ والله يشهد ـ لا أتركها تتحرك من أجل سلامتها وسلامة جنينها ووالله ثم والله إن أمي ـ جزاها الله خيراً وعافاها وشفاها ـ تقوم بخدمتها، ومن أجل ذلك هي في بيت أهلي في الدورالأرضي، لأن الدكتورة منعتها من الصعود والنزول والحركة، لكي لا تتعرض للنزيف مرة أخرى، وبينما نحن في السيارة ونحن ذاهبان إذ بها تريد فتح الباب والنزول من السيارة أثناء سيرها، فنهيتها عن ذلك فلم تنتهي وقالت لي أن نفسها ضيقة وفتحت الباب والسيارة أثناء سيرهاـ علماً بأنها ليست أول مرة ـ فقبل هذه المرة كانت في الحمام ـ أكرمك الله ـ فخرجت منه صارخة عارية، فهددتها بالضرب وخوفتها من غير فايدة بأن لا تنزل من السيارة فاضطررت للتوقف، لأن الجيران في الشارع يتفرجون علينا والماشي والجالس في الشارع يرى ويسمع وأنا أترجاها وآخر شيء لجأت إلى تهدديها بالطلاق وقلت لها لو دخلت بيت أهلي فأنت طالق، لعلها ترتدع، لكنها نزلت من السيارة واتجهت في اتجاه بيت أهلي، ولما رأيتها مصممة ناديتها فوقفت أمام الناس فقلت لها خلاص ادخلي ـ الله يهديك ت مع العلم أنها حامل في شهرها الخامس، والله لا أعرف ماذا في هذه البنت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق المعلق الذي قصد به التهديد حكمه عند الجمهورأنه يقع به الطلاق إذا وقع ما علق عليه، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم وقوعه، وأنه يمكن حله بكفارة يمين، والراجح عندنا هو قول الجمهور، وانظر لذلك الفتوى رقم: 1956.

فإذا كانت زوجتك قد دخلت البيت بعد تهديدك لها بالطلاق فقد وقع الطلاق، فإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية فلك رجعتها ما دامت في العدة وهي مدة الحمل، وأما إذا كانت تلك الطلقة الثالثة فإنها تحرم عليك ولا تحل لك حتى تتزوج زواجاً صحيحاً ثم تطلق، ولا أثر لتراجعك عن التعليق ـ اللهم ـ إلا إذا كانت نيتك أنها لا تدخل البيت إلا بعد إذنك، ففي هذه الحالة لا يقع الطلاق إذا دخلت بعد أن أذنت لها.

وننبهك إلى أنه لا ينبغي لك استعمال ألفاظ الطلاق للتهديد، وإنما الذي ينبغي هو أن تتعامل مع زوجتك بالحكمة وتسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة، وتتعاون معها على طاعة الله، وتحثها على المحافظة على الرقى والأذكار المشروعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني