السؤال
قمت بخطبة فتاة منذ أكثر من سنة ونصف وكان الاتفاق على أن يتم الزواج خلال سنة، ولكن ـ للأسف ـ والدها يحبها أكثر من اللازم ولا يريد زواجها، فقام بتعليق الزواج على نجاحها في الدراسة الجامعية وبعد الجلوس معه أكثر من مرة قمنا بالاتفاق على أن يتم الزواج ـ بإذن الله ـ في الصيف القادم، إلا أنه بعد ذلك أصبح يقوم بالاتصال بي ومخاطبتي بطريقة غير لائقة وبدون أسباب ويتصل بابنته ويقول لها إنك لن تتزوجي ويأمرها بالابتعاد عني، فما العمل؟ حيث إنني أعلم أنه لا يصح الزواج إلا بموافقة وليها وهي بالغة، وفي مصر لا يشترط الولي ومن الممكن أن تكون هي ولية نفسها، وللعلم جميع أسرتها ـ والدتها وأخواتها وجميع عائلتها من أمها ـ يحبونني ويرغبون في وقاموا بتوكيل خالها ليزوجها، مع العلم أنهم لم يروني حتى الآن، فهل يصح هذا الزواج؟ ولها عم حاله كحال أبيها، علماًَ بأنني أحبها وتحبني وأنا جاهز ـ والحمد لله ـ ومتفقان على كل الشروط من المهر والمؤخر ولا نطلب من أبيها أي التزامات.
هل يصح هذا الزواج؟ وإذا صح فهل نبلغه قبل الزواج أوبعده؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج بدون ولي باطل ـ على الراجح من كلام أهل العلم ـ وقد بينا هذا في الفتاوى: 66004، 111441، 4832.
وأولى الأولياء بالتزويج هو الأب، فلا يجوز لأحد من سائر الأولياء أن يفتات عليه في ذلك، لكن إن تحقق عضل الأب ومنعه لابنته من الزواج دون سبب معتبر مع وجود الكفء، فهنا تنتقل الولاية للولي الأبعد أو السلطان على خلاف بين أهل العلم، والأولى رفع الأمر للقضاء فهذا أقطع للمنازعات وأبعد عن الخصومات، وقد بينا هذا في الفتاوى: 7759، 67198، 19129.
أما الخال فليس من الأولياء ولا يجوز له أن يتولى عقد النكاح من تلقاء نفسه، لأن الولاية مقصورة على العصبات، والخال ليس منهم، وقد بينا هذا في الفتوى: 34976.
ولكن إن وكله الولي أو السلطان ـ عند عدم الولي أو عضله ـ في التزويج جاز، وراجع ترتيب الأولياء حسب أحقيتهم في التزويج في الفتوى: 22277.
وفي النهاية ننصحك إذا وجدت مزيد تعنت من والد هذا الفتاة أن تنصرف عن الزواج منها وتبحث عن غيرها من أهل الدين والخلق.
والله أعلم.