الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعري خلاف الفطرة الإنسانية

السؤال

لما كنت في أوروبا، التقيت مع أحد الأشخاص فقال لي إنه يمارس نمط العيش الطبيعي، أي أنه يذهب إلى منتجعات الناس فيها كلهم عراة ـ لا يلبسون شيئا ـ فقلت له إن دين الإسلام ضد هذا، لأن الستر من الفطرة التي خلق الله عليها الإنسان، فأجابني أنه لو كان الأمر كذلك فكيف أفسر أن كثيرا من الشعوب البدائية التي تعيش في إفريقيا واستراليا والأمازون لا تتستر؟ وأضاف أنه لو كان أحد على هذا الكوكب على الفطرة فهم أولئك القوم، لأنهم لا زالوا يعيشيون وسط الطبيعة.
فكيف أرد على مثل هذا السؤال؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفطرة: هي ما فطر الله تعالى عليه الإنسان.

ولا شك أن الإنسان مفطور على التستر، كما ورد في قصة آدم وزوجه حينما سارعا إلى تغطية سوآتهما، قال تعالى: فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ {الأعراف: 22}.

فهذا هو الإنسان الأول المفطور على ستر العورة، أما تلك الشعوب البدائية فهي على خلاف فطرة أبويها ـ آدم وحواء ـ عليهما السلام، ومما يدل على كذب الشخص المذكور المتحجج بفعل تلك الشعوب البدائية أنه لا يوافقهم إلا في التعري ويخالفهم ويمتنع عليهم في أمورهم الحياتية الأخرى ـ الصحية والغذائية ونحو ذلك ـ ولو كان صادقا في أن سبب تعريه هو نمط العيش الضيق الذي يملكه هؤلاء لفعل مثلهم في كل شيء، لأنهم هم الطبيعيون الذين لا يزالون على الفطرة وغيرهم شواذ ـ كما يزعم ـ فتلك الشعوب المتخلفة، إنما تصور حالة شاذة من البشرية المنحدرة في فطرتها وعلى ذلك، فلا يصح اعتبارها صورة للفطرة الإنسانية السوية، بل هي انتكاسة إلى الفطرة الحيوانية وتعبير عن حالة مزرية من التخلف والانحطاط في مختلف أمور الحياة ـ بما في ذلك أمور اللباس وغيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني