الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إبدال ألف الضالين غينا وتلفظ المصلي بعبارة غير مجدي

السؤال

إذا تلفظ المسلم في الصلاة بلفظ دون شعور منه، فمرة جاء على بالي موضوع وأنا في الصلاة، فبدلا من أن أقول (ربّنا ولك الحمد) قلت (غير مجدي) ولا أذكر هل تداركت نفسي وأمسكت لساني قبل لفظها كاملة أو أنها خرجت قبل أن أنتبه لنفسي، ومرة أخرى وأنا أقرأ الفاتحة وبالتحديد وأنا أمد الألف في (الضالين) كنت أفكر هل لفظت الغين في (المغضوب) غينا أم خاء، فكأن الألف في (الضالين) انقلبت غينا أو يمكن انقلبت حقيقةً. هل تبطل الصلاة بمثل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 127831. مذاهب أهل العلم في الكلام في الصلاة، والصلاة لا تبطل بمجرد الشك أنك قلبت الألف غينا أو الشك في كونك تكلمت، والأصل في المصلي أنه لا يتكلم في الصلاة بغير ما هو مشروع، ولا يزول هذا الأصل بالشك، ولكن إن تيقنت أنك قلبت الألف غينا ونطقت الضآلين (الضغين) فالصلاة باطلة وتلزم إعادتها، لما ذكره الفقهاء من أن من أبدل حرفاً من الفاتحة فإن صلاته تبطل كمن لحن فيها لحنا يحيل المعنى.

جاء في كشاف القناع من كتب الحنابلة: .... وحكم من أبدل منها أي الفاتحة حرفاً بحرف، لا يبدل كالالثغ الذي يجعل الراء غينا ونحوه، حكم من لحن فيها لحنا يحيل المعنى.... انتهى.

وإبدال الألف غينا في الضالين فيه إحالة للمعنى فتصير (الضغين)، وكذا إن تيقنت أنك تكلمت بقولك (غير مجد) فبان حرفان فأكثر فحكم صلاتك يختلف تبعا لاختلاف العلماء فيمن تكلم في الصلاة، فتبطل صلاتك عند من يبطل الصلاة بالكلام مطلقاً ولم يفرق بين الجاهل والناسي والمتعمد، ولا تبطل عند من فرق بين المتعمد فيبطل صلاته وبين الناسي والجاهل فلا يبطلها، وانظر الفتوى رقم: 77275 في ضابط الكلام الذي تبطل به الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني