الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة الصديق الذي يقيم علاقة بأجنبية ولا يطأ زوجته

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيملي صديق يعز علي كثيراً, وأنا طالب في الخارج ولقد تزوج مؤخراً وأتى بزوجتة لمكان دراسته, ولكن لديه علاقة غير مشروعة ولا زالت بالهاتف مع امرأة أخرى ولقد نصحته كثيراً ولم يستجب لي, ويقول إنها تعرف كل شيء عنه وعن عائلتة وعن زوجته المستقبلية, وهو حتى لم يرها, ولكنهم سكان منطقة واحدة في بلدة،وبعد أن أتى بزوجته ونحن الاَن بالخارج أصبح بين زوجتي وزوجته زيارات يقضون بها وقتهم ونحن بوقت الدراسة, وقد سألتني زوجتي هل يشكو فلان من شيء أو هل هو مريض؟ فقلت لا, لماذا تسألين؟ تقول بعد أن توطدت علاقتها مع البنت, بأن زوجها لم يطأها من ليلة زفافهم حتى الاّن, وقد مر على زواجهم قرابة الشهر, فنصحتها زوجتي ببعض النصائح حتى يلين قلب زوجها عليها, ولكنها تقول بأنه لا يوجد فائدة, ولم أعرف ماذا أقول لزوجتى ولم أخبرها عن موضوع علاقته المحرمة, وزوجة صديقي صغيرة في السن, ولقد أخبرت والدتها عن موضوع زوجها معها, وقالت لها والدتها إن عدتم لنا وأنتم بنفس الحالة, فلا يمكن أن يستمر زواجكم، وضمن حديثي معه يقول بأن تلك البنت تحبه وأنها زاد حبها وتعلقها به خصوصاً بعد زواجه, وهو لا زال على علاقة بها ولا زالت المكالمات بينهم، وأنا أنصح صديقي دائماً وأدعو له, وقد تعبت من التفكير فيه وفي زوجته, عسى الله أن يهديه, وأخشى أن أفتح معه موضوع زوجته فيغضب ويحصل ما لا يحمد عقباه لزوجته ولصداقتنا, وأنا أشك كل الشك بأن تلك المرأة قد عملت له عملاً محرماً كالسحر وخلافه والعياذ بالله.فماذا أفعل؟ أرجو النصيحة, لأني حزين جداً وأخاف عليهم وعلى زوجته التي ليس لها أي ذنب, إنهم صغار في السن. حسبنا الله ونعم الوكيل؟ عسى الله أن يجزيكم عنا كل خير ويسدد خطاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما ننصحك به ما دمت حريصاً على صديقك هذا أن تكرر له النصح بحرمة ما يفعله من هذه العلاقة المحرمة مع هذه المرأة، وتعلمه أن مجرد حديثه معها وإفضاء كل منها إلى صاحبه بأسراره وخصوصياته فعل محرم ولو لم يلقها أو يرها، فإن أصر على فعله هذا فاسلك معه ما تقدر عليه من أساليب الضغط عليه حتى يكف عن هذا المنكر ولو أن تهجره فهجر أصحاب المعاصي المقيمين عليها مشروع وهو واجب أو مستحب على خلاف بين أهل العلم، وبينا ذلك في الفتوى رقم: 119581.

أما ما تظنه من عمل السحر له فهذا وارد ولا شك، فعليك أن تنصحه بالرقية الشرعية المبينة في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5433، 116797، 2244، 10981.

دون أن تصرح له بعلمك بأمر زوجته إن خفت حصول مفسدة من ذلك، ويمكنكم الاستعانة بالمتخصصين في العلاج بالرقية الشرعية من أهل العلم والديانة، ولكن لا يجوز بحال أن تستعينوا على ذلك بأهل السحر، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 10981.

أما إن كان الأمر راجعاً إلى عجز به عن مواقعة أهله وهو ما يعرف بالعنة، فالعنة تبيح للزوجة فراق زوجها إما بفسخ وإما بطلاق على تفصيل في المسألة، وقد بينا طرفاً من ذلك في الفتوى رقم: 48190.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني