الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التطاول على العلماء الربانيين

السؤال

علماءنا الأفاضل زادكم الله علماً ونوراً... ما حكم التطاول على العلماء الربانيين؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعلماء الربانيون يجب احترامهم وإجلالهم، لما يحملونه من دين الله جل وعلا، ومن ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وهم الذين استشهد الله عز وجل بهم على أجل مشهود به وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران:18}. وفي ضمن ذلك تعديلهم فإنه سبحانه وتعالى لا يستشهد بمجروح. راجع مدارج السالكين.

وقال ابن عساكر: إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب، ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب. وانظر الفتوى رقم: 64606.

واعلم أن كل ما ورد في حرمة أعراض المسلمين والنهي عن النيل منها، فالعلماء الربانيون هم أولى من يشملهم ذلك، والتطاول على العلماء -مع كونه محرماً- يهون من قيمة العلم وأهله، وفي هذا من المفاسد ما لا يخفى إضافة إلى أنه في حالة كون التطاول على العلماء جملة، يخشى أن يصل صاحبه إلى الردة، لأن التطاول حينئذ يكون على ما يحملونه من الدين، وليس لسبب شخصي، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 19536.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني