الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفعله الفتاة التي لا يريد أبوها تزويجها

السؤال

فتاة تقدم إليها الكثير من الأشخاص للزواج منها ولكن أباها لا يريد أن يزوجها طالما هو على قيد الحياة. فماذا تفعل هذه الفتاة وعمرها قد بلغ 26 عاماً . وما حكم الاسلام في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يحق لولي المرأة أن يمنعها من نكاح الكفؤ وهو من توفرت فيه خصلتان صلاح الدين وحسن الخلق، فإذا منعها من النكاح فهو عاضل آثم وتسقط ولايته على موليته وتنتقل لغيره. وهل تنتقل الولاية إلى الولي الأبعد أم إلى السلطان خلاف بين أهل العلم سبق بيانه في الفتوى رقم: 32427.

وقد اتفقوا على أنها تنتقل إلى السلطان إذا امتنع الأولياء جميعا من تزويجها.

قال ابن قدامة في المغني: أهلها ثم السلطان لا نعلم خلافا بين أهل العلم في أن للسلطان ولاية تزويج المرأة عند عدم أوليائها أو عضلهم، وبه يقول مالك والشافعي وإسحاق وأبو عبيد وأصحاب الرأي والأصل فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: فالسلطان ولي من لا ولي له. وقال في موضع آخر: فإن عضل الأولياء كلهم زوج الحاكم. انتهى.

فإن كانت بمكان ليس فيه سلطان مسلم ولا نائب عنه فيزوجها مسلم عدل بإذنها.

قال في كشاف القناع: أهلها فإن تعذر ذو سلطان في ذلك المكان زوجها عدل بإذنها. انتهى.

ونوصي هذه الفتاة ببر والدها والإحسان إليه على كل حال فتقصير الوالدين في حق الأولاد لا يسوغ لهم التقصير في حقهما وعدم الإحسان إليهما. وتراجع الفتوى رقم: 3459، والفتوى رقم: 46062.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني