الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المسلم تجاه الأوراق الملقاة في النفايات وبها ذكر الله

السؤال

إن الكثير من المعلبات والأكياس والسلع والجرائد تحتوي على لفظ الجلالة أو الآيات القرآنية، وغالبا ما تكون مرمية في المزابل والأماكن النجسة وتسبب لي حرجا كبيراً عند تخليصها وإنقاذها مما هي فيه، لأنني أكون خارج البيت أو في طريقي إلى العمل وينعدم الماء والوسائل الضرورية لتنظيفها، فهل أنا آثم إن تركتها ولم أفعل شيئاً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على شعوره بهذه المخالفة المنتشرة واحترامه لما يجب احترامه وتعظيمه لشعائر الله الدال على تقوى القلوب، فقد قال سبحانه: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {32}.

وإن مما عمت به البلوى وعسر الاحتراز منه في هذا العصر ما ذكره السائل الكريم من انتشار الأوراق وغيرها، وعليها الكتابة التي لا تخلو من محترم تجب صيانته وحفظه، وعلى المسلم إذا رأى شيئاً من ذلك أن يسدد ويقارب ويزيل ما استطاع، وما شق عليه فمعفو عنه وغير مكلف به، فمن القواعد المتفق عليها: أن المشقة تجلب التيسير، وأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ـ ولذلك، فإذا كان رفع هذا المكتوب وصيانته يشق عليك أو لم تجد من الوسائل ما تستطيع به حفظه، فلا حرج عليك ولا إثم ـ إن شاء الله تعالى ـ لقوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {78}. وقوله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}.

وللمزيد من الفائدة والتفصيل عن هذا الموضوع انظر الفتويين رقم: 112698، ورقم: 112579، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني