الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعطاه رجل لا يعرفه مالا فهل يحق له الانتفاع به

السؤال

أنا أعمل بإحدى محطات المترو، فكنت أجلس أنا وزميلي فى العمل نتنظر وصول الركاب فأتى إلينا رجل وقف بجوارنا ربع ساعة دون أن يتكلم معنا ثم بعد ذلك وجدناه يسألنا هل يوجد بيننا مدخن؟ فقلت له أنا لا أدخن، أما زميلى فأجابه أنه يدخن. فوجدنا الرجل يسرد لنا حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث أنه إذا أعطيت من غير سؤال فخذ. أو هذا ما فهمته من الحديث ففوجئت بالرجل يبرز لنا 100 جنيه وقال لي خذ أنت 75 جنيه لأنك لا تدخن وزميلك 25 جنيه لأنه مدخن. وشرح لنا بعد ذلك أنه يعلم ظروف الشباب فى هذه الأيام فأخذت منه المال وقلت له جزاك الله خيراً. السؤال هنا أنا لا أعرف هذا الرجل ولا أعرف مصدر ماله وأخذت منه المال فهل هو حلال حرام، مع العلم أن هذا الرجل يلبس ثيابه على السنة ونحسبه على خير، فأرجو الإجابة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليكما في الانتفاع بما أعطاكما ذلك الرجل، والحديث الذي ذكره لكم هو ما ورد في الصحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر مني فقال: خذه. إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك. رواه البخاري.

وفي صحيح مسلم: (باب إباحة الأخذ لمن أعطي من غير مسألة ولا إشراف)، وفي شعب الإيمان للبيهقي عن خالد بن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله إليه.

وبناء عليه فلا حرج عليكما في الانتفاع بما أعطاكما ذلك الرجل ولا يلزمكما أن تفتشا وتنقبا عن أصل ذلك المال هل من حلال أم من حرام، إذ الأصل في مال المسلم السلامة والحل ولا يرتفع ذلك الأصل إلا بيقين أو غلبة ظن، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 13817، ولمعرفة حكم شرب الدخان انظر الفتوى رقم: 1671.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني