الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الوفاء بما اتفق عليه العامل مع صاحب العمل

السؤال

أعمل بشركة قطاع خاص، وقبل ذلك كنت أعمل لحسابي الخاص، وتم الاتفاق بيني وبين صاحب العمل على أن لا أتعامل مع العملاء للشركة لحسابي الخاص، ويأتي وسيط للعميل الخاص بالشركة قبل أو أثناء أو بعد انتهاء العمل المطلوب داخل الشركة وطلب مني عملا بشكل خاص (يمكن أن يكون ذلك العمل لعميل آخر لذلك الوسيط) فهل قبولي ذلك العرض حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقاً. وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.

وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ. وعلى ذلك فالعقد هو شريعة المتعاقدين ما لم يخالف حكماً شرعياً، ويجب عندئذ أن يلتزم به الطرفان، وما دام الاتفاق قد وقع بينكما على ألا يحصل تعامل بين السائل وبين عملاء شركته لحسابه الخاص، فلا بد من الوفاء بذلك، ولا يجوز له أن يتعامل معهم لا في أثناء وقت الدوام ولا في غيره.

وأما من عدا عملاء الشركة فلا بأس أن يتعامل معهم، ولكن في غير وقت الدوام، فإن وقت الأجير الخاص خلال مدة الدوام ملك لمستأجره، وعلى ذلك فإن جاءك هذا الوسيط في غير وقت الدوام، وسألته عن المستفيد من هذا العمل، وتبين لك أنه من غير عملاء الشركة، فلا بأس أن تتعامل معه، وإن استبان لك أنه من عملائها فلا يجوز لك الاتفاق معه على عمل خاص بك، وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6360، 123078، 131270، 116346.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني