الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقسم أنه سيحاول ترك شيء فلم يستطع

السؤال

لو أقسمت وقلت بأني سأحاول ترك شيء ما ، لكني لم أستطع ، فهل علي كفارة ؟ لأني قلت أحاول ، ولم أقل أتركه تماما ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المسلم أن يحفظ يمينه امتثالا لأمر الله تعالى: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}.

واليمين المذكورة في السؤال منعقدة على حنث وهو محاولة ترك ذلك الشيء، والمرجع في الحنث في اليمين هو نية صاحبها، فإن كنت تقصد مما تلفظت به أنك ستترك هذا الشيء وليس مجرد محاولة ذلك حنثت بفعله، وإن لم تكن لك نية، فإن برها يتطلب من صاحبها بذل الجهد في محاولة تركه، فإذا لم يبذل جهدا في محاولة تركه فقد حنث في يمينه، وعليه الكفارة، وهي المذكورة في قول الله تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ.. {المائدة 89}.

وأما أصل الترك فلم يكن عليه اليمين، وإنما كان على المحاولة كما أشرت، ولكنه إذا كان حراما فيجب تركه أصلا، ولو لم توجد يمين على تركه.

وإذا كان مباحا وحاول تركه فقد بر يمينه، ولا كفارة عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني