الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدام الرسوم في إخراج قصص هادفة عن الصحابة الكرام

السؤال

أعمل مصمما مستقلا في مجال الطباعة والدعاية.عرض علي تصميم وإخراج عدد من القصص التربوية للأطفال من ضمنها قصص عن سير الصحابة الأجلاء والعلماء وعدد آخر من القصص التي تدعو إلى محاسن الأخلاق.
والهدف العام لهذه القصص طيب، خطوط مع وجود القصص السيئة الموجهة للطفل سواء المحلية أو المستوردة. ستكون محلات برسوم ينجزها رسام محترف ولن يتم بطبيعة الحال رسم أي شخصية على أنها صحابي، ولكن مشاهد عامة لجيوش ومعارك وأناس غير محددين. أما بالنسبة للعلماء الأجلاء أمثال الإمام مالك والبخاري فقد اختار الناشر رسمهم.
محتوى القصص قد لا يخلو من أخطاء بشرية أو جهل بالشرع..
فهل أقبل العمل على هذا المشروع وماذا على شيوخنا الكرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على اهتمامه بدينه، وحرصه على تحري الصواب، ونقول له: إن على من رزقه الله تعالى نعمة أو موهبة ينتفع بها أن يشكرها ويستعملها في خدمة دينه وفي ما يعود عليه وعلى أمته بالنفع في الدنيا والآخرة.

ولا شك أن الحاجة ملحة إلى طرح عمل من هذا النوع منضبط بالضوابط الشرعية يصلح لأن يكون بديلا لما تموج به الساحة من القصص التافهة المشحونة بالصور المحرمة..

ولذلك فإذا كان ما تقوم به على ما ذكرت من إخراج قصص هادفة عن الصحابة الكرام والسلف الصالح.. لتربية الأطفال على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات.. فإنه لا حرج عليكم في استخدام الرسوم والصور كوسائل إيضاح بشرط أن لا يكون فيها إخلال بالآداب الشرعية..

وجمهور أهل العلم استثنوا من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لتربيتهم وتعليمهم وما يصلحهم، وما يأنسوا به. كما سبق بيانه في جملة من الفتاوى، منها : 1750،13278، 20998.

وراجع للفائدة فتوانا رقم: 3127.

ولهذا فإننا ننصحك بالإقبال على هذا المشروع محتسبا الأجر والمثوبة عند الله تعالى، ناهيك عما ذكرت أنه قد يرد من أخطاء بشرية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني