السؤال
لماذا لا تقولون إن كلام الله قديم ولماذا لا تقولون إن القرآن كلام الله القديم تكلم به في الأزل؟
لماذا لا تقولون إن كلام الله قديم ولماذا لا تقولون إن القرآن كلام الله القديم تكلم به في الأزل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المستحسن أن لا يطلق الكلام على عواهنه، وأن ينسب القول إلى قائله بلفظه، فإن كثيراً من الخلافات والإشكالات تكون نتيجة لسوء فهم المراد وما يترتب عليه من الخطأ في النقل، وكذلك تكون بسبب الإجمال والتعميم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): كل لفظ يحتمل حقاً وباطلاً فلا يطلق إلا مبيناً به المراد الحق دون الباطل، فقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، وكثير من نزاع الناس في هذا الباب هو من جهة الألفاظ المجملة التي يفهم منها هذا معنى يثبته، ويفهم منها الآخر معنى ينفيه. انتهى.
وعلى أية حال فقد سبق أن بينا في وصف القرآن المجيد بأنه قديم يطلق ويراد به معنيان:
المعنى الأول: أن القرآن معنى تكلم الله به في الأزل، فهو قديم العين، وهذا من البدع بلا شك، ومنشأ هذا القول هو اعتقاد أن كلام الله معنى واحد قائم بالنفس.
والمعنى الثاني: أنه غير مخلوق، وأن جنس الكلام في حقه سبحانه قديم، ولم يزل عز وجل متكلما متى شاء وكيف شاء، وهذا حق، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 132146.
وبناء على هذا التفصيل يكون حكم وصفنا للقرآن أو شيء منه بأنه محدث كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 134338، وسبق أيضاً أن بينا معنى قولنا: القرآن قديم النوع حادث الآحاد، وأن حدوث الآحاد لا يعني أنه مخلوق، بل يعني أنه متعلق بمشيئة الله تعالى، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين: 133073، 54133.
وراجع للمزيد من الفائدة الفتويين: 45686، 125860.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني