الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الطالبة من المعلمة إذا كانت تستهزئ بها

السؤال

لدي أستاذة كثيرا ما تمزح معي فتستهزئ بمستواي الدراسي أو شكلي، وأنا لا أبتسم معها خوفا من الإثم ، وأنا لا أغضب لنفسي، ولكن لله أغضب لأنها استهزأت بشيء كتبه الله علي، ولكن الشيطان دائما يوسوس لي أن أستاذتي ستفهم أنني غاضبة لنفسي ، فيا شيخ إذا فعلت أستاذتي ذلك هل أعبس أم لا أبتسم فقط ، لأنني إذا عبست قد أنفرها من الملتزمين ، فماذا أفعل ؟ وماهي نصيحتك لي لأكون جريئة في الحق وأرد عليها بأسلوب لطيف؟ ادع الله لي أن يجعلني لا أخاف فيه لومة لائم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاستهزاء بالناس محرم لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ {الحجرات:11}.

ثم إن المستهزأ به يشرع له أن يصفح ويعفو ويقابل الإساءة بالإحسان ويبتسم، ولا سيما إذا كان ذلك صادرا من المدرس على سبيل المزاح، وكان المظلوم من الملتزمين فقد قال الله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { آل عمران:134} وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النــور:22} وقال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{فصلت:34}

ولو أنك تحاورت مع المدرسة بلطف وبينت لها استياءك مما يصدر منها فلا حرج في ذلك، ولكن أهل العلم يحضون على الصبر على معاملات المدرسين كما قال الشافعي رحمه الله:

فصبرا على مر الجفا من معلم * فإن رسوب العلم في نظرته

ونسأل الله لنا ولك التمسك بالحق ومعرفته والقوة فيه.

وننبه إلى أن قول الحق ينبغي فيه اللين عملا بقوله تعالى: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى { طـه:44} فإن أمكن فهم المخاطب بذلك فهو أحسن، وأن أصر على الباطل فيجوز خطابه بما ينزجر به من العبارات بقدر الحاجة، كما أفاده ابن حجر في الفتح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني