الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخليص المعاملات عن طريق مكاتب لا يدرى هل يتعاطون الحرام أم لا

السؤال

شيخنا الفاضل: هناك مكاتب خاصة في ليبيا تسمى مكاتب الخدمات، وعملها يتلخص بأنها تقوم بدلا عنك بإتمام أي أوراق أو معاملات في الدولة. علي سبيل المثال إن أردت أن تستخرج جواز سفر يأخذون منك مبلغا مقابل استخراجه ومتابعة كل ما يحتاجه من جهد و تعب وذهاب للوزارات وما إلي ذلك . وهنا سؤالي يا شيخنا: فنحن لاندري كيف يقومون بإتمام أي معاملات للزبون، ربما يستخدمون الواسطة أو الرشوة للإسراع لتوفير ماتطلبه منهم، وهم لا ولن يقولوا لنا عن وسيلتهم لتحقيق طلبك . فهل يجوز لنا التعامل معهم ؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله كل الخير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمتم لا تعلمون كونهم يسلكون سبلاً محرمة في تخليص المعاملات فلا حرج عليكم في التعامل معهم، وبناء على أصل السلامة من ذلك، إذ الأصل أن يحمل أمر المسلم على السلامة، وأن يحسن الظن به، وأن تلتمس له الأعذار ما وجد إلى ذلك سبيلاً، قال الحسن رحمه الله: المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات.

وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيره: نهى الله عز وجل عن كثير من الظن السيء بالمؤمنين حيث قال: إن بعض الظن إثم، وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة... ثم قال رحمه الله: ولا تجسسوا: أي لا تفتشوا عن عورات المسلمين ولا تتبعوها، ودعوا المسلم على حاله، واستعملوا التغافل عن زلاته، التي إذا فتشت ظهر منها ما لا ينبغي. ولهذا نقول للأخ السائل، لا حرج عليك في معاملة أولئك المخلصين للمعاملات ما لم يظهر لكم ما يستلزم الكف عن معاملتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني