السؤال
في بلدي يا شيخ نحن نقرأ برواية ورش، وفي حصة التربية الإسلامية لم أقرأ برواية ورش؛ لأن فيها الإمالة، وأنا وأقولها بكل احتقار لنفسي أخشى في الله لومة لائم، فلم أقرأ الإمالة خوفا من أن يضحك زملائي، أنا أعلم كم أنا حقيرة يا شيخ، ولكن هل يصل بي الأمر إلى الكفر، من استهزأ بالدين، أنتم ترون أنه لا يكفر حتى يعلم ان هذا كفر خلاف الساب، فمن أكثر جرما الملحد أم هذا الذي استهزأ بالدين، وما زال لم يكفر لكونه لا يعلم، ومن أكثر كفراً الملحد أم النصراني، ومن أكثر جرما من كان مسلما وسب الدين، أم من كان مسلما وألحد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا فضل وحكم تلاوة القرآن الكريم ومدى مشروعية قراءته لمن لا يتقن أحكام التلاوة، انظري الفتوى رقم: 49450، والفتوى رقم: 48697 وما أحيل عليه فيهما.
وبخصوص عدم التلاوة بقراءة أو رواية معينة فإنه لا حرج فيه، فالقراءات العشر المتواترة كلها تجوز بها القراءة، وتجنبك للتلاوة برواية ورش أو فتح الإمالة فيها لا حرج عليك فيه، وأحرى أن يكون فيه كفر. وإذا كان الجهلة يستغربون ما ذكرت من الإمالة، أو كان القصد منه أو الداعي له هو الحفاظ على الدرس وتجنب الفوضى وإثارة الضحك أثناء تلاوة القرآن الكريم فلا شك أن هذا مقصد حسن نرجو لصاحبه حسن الثواب عند الله تعالى. فاحذري الوساوس والاسترسال معها فإنها منزلق خطير جداً.
وأما الاستهزاء بالدين أو سبه فنحن نقول إنهما كفر، ولا فرق بينهما، وقد بينا بالأدلة وأقوال أهل العلم حكم الاستهزاء بالدين وسبه والضحك عند سماع ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60843، 42714، 24283، 133 فنرجو أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها. وما ذكرت من أنواع الكفرة لا خير فيهم جميعاً، فكلهم مجرمون خارجون عن ملة الإسلام.
والله أعلم.