السؤال
عندما بدأت الدراسة في الجامعة قلت لزميلة لي إن بإمكانها الاعتماد علي بأن أوصلها إلى منزلها بالسيارة عند انتهاء حصة الدرس. ومنزلها بعيد نوعا ما عن منزلي حيث أقوم بسلوك طريق آخر لكي أوصلها ثم أعود أدراجي لكي أتوجه إلى منزلي. والمشكلة أني الآن بعد مرور أشهر لم أعد راغبة في إيصالها كما أني أريد أن أسرع للمنزل حتى لا تفوتني صلاة المغرب.سؤالي: هل تعتبر مبادرتي باقتراح توصيل زميلتي إلى منزلها وعدا وبالتالي لا يمكن الرجوع عنه؟كذلك عندما يذهب الإنسان إلى الطبيب ويقول له إن عليه القيام بعملية ويتفق معه على الموعد وفي آخر لحظة يقرر عدم الذهاب هل يعتبر هذا أيضا إخلافا للوعد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، ولكنه لا يلزم الوفاء به عند جمهور أهل العلم، وباتفاقهم إذا كان الوعد مجردا ولم يدخل الموعود بسببه في شيء من الالتزامات أما إذا دخل بسببه في التزام يعود عليه بالضرر التأخر عنه فالراجح أن الوفاء به واجب لحديث: لا ضرر ولا ضرار. وراه مالك وغيره. وانظري تفاصيل ذلك ومذاهب أهل العلم وأقوالهم في الوفاء بالوعد في الفتوى: 17057.
ومما تقدم تعلمين أنه لا حرج عليك ولا إثم إذا تراجعت عن توصيل زميلتك إلى منزلها، وإن كان الأولى والأفضل مواصلة فعل هذا الخير إذا لم تكن فيه مشقة أو تفويت مصلحة بالنسبة لك.
وكذلك لا حرج في التراجع عن العملية أو موعد الطبيب إلا إذا كان الطبيب قد دخل في التزام مالي مثلا كأن يكون قد حجز مكانا أو شخصا مساعدا أو معدات لازمة، فإن كان قد فعل شيئا من ذلك وتم التراجع منك فالظاهر أن عليك تعويضه عما حصل له من الضرر بحسب الضرر نفسه.
والله أعلم.