الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسوست له نفسه أن يركع للسقف

السؤال

أنا إنسان عندي وسواس في الشرك، وأمس كنت قاعدا فجأة أتاني وقال لي أني أركع للسقف وذهبت معه وارتحت وندمت قلت لماذا؟ ما الحكم وما حكم زوجتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه إذا كنت فكرت في الركوع للسقف وفعلت ذلك فعلا وارتحت بسبب ذلك، فإن هذا الأمر خطير جدا يعتبر فاعله مرتدا، تبين زوجته به إذا فعله وهو مدرك لما يفعله وعنده كامل قواه العقلية.

وأما إن كان الأمر مجرد حديث نفس ولم يحصل معه أي تحرك فعلي، فإن مجرد حديث النفس في مثل هذه الوساوس الشيطانية لا مؤاخذة فيه ولا أثر له على الزوجية؛ لما في حديث الصحيحين: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم.

وندمك على ما حصل دليل على صحة إيمانك؛ لما في صحيح مسلم أنه جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

قال النووي: معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. انتهى.

وننصحك بالإعراض الكلي عن الاسترسال في هذه الوساوس، وأن تشغل وقتك وذهنك بتوظيفه فيما ينفع من تعلم، وأن تشغل وقتك وذهنك بوظيفة فيما ينفع من تعلم وعبادة وعمل مثمر أو ترفيه مباح، وابتعد قدر المستطاع عن الجلوس وحدك، وابحث عن رفقة صالحة تقضي وقتك معهم ويساعدونك في التغلب على شيطانك فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51601، 135518، 128517.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني