الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور تفعل طلبا لتيسير الأمور

السؤال

سيدي الفاضل قد يكون سؤالي لم يرد عليك مثله من قبل ولكني في حيرة من أمري وهداني الله إلى أن أستفتيك في أمري هذا فأنا مصرية أقيم أنا وزوجي المصري في بلد عربي شقيق ورزق زوجي في هذا البلد بعد أن ضاقت عليه الدنيا في مصر ولكن هذا البلد قراراته دائما متغيرة بشأن الإقامة فيه مما يبعث على عدم الاستقرار فطلب منى زوجي الحصول على جنسية البلد أسوة بأعمامي وأولاد عمومتي لأننا لنا أصل في هذا البلد و لكن المشكلة أن البلد تلزم من يحصل على الجنسية من مصر بأن يكتب إقرارا على نفسه بالتنازل عن الجنسية المصرية ،وأنا أعمل بدائرة حكومية بمصر وقد أفقد عملي وهو مصدر رزقي الوحيد إذا كانت هذه البلد تبلغ المسؤولين في مصر سواء كانت الخارجية أو الجوازات عن إجراءات الجنسية والتنازل عنها فأنا لست متأكدة من هذا، المهم لجأت إلى ربى وصليت استخارة وتضرعت إلى الله أن يهديني إلى الصواب وفي نفس هذا اليوم كنت أشاهد برنامجا إخباريا مصريا وسمعت خبرا عن إسقاط الجنسية المصرية عن المصريين المتزوجين بسيدات إسرائيليات وسمعته في أكثر من قناة واسترعى انتباهي أن أسمع هذا الخبر ويحمل كلمة إسقاط الجنسية المصرية وهو الأمر الذي أتخوف منه وأستخير ربي من أجله فهل هذه رسالة من الله عز وجل ونتيجة الاستخارة بأن هذا الأمر ليس بخير أم أن هذا لبس عندي وعلى أن أٌقوم بعمل الإجراءات وحيث يكون الخير يقدره الله.......
أخيرا يا حضرة الشيخ أرجو أن تسامحني على الإطالة وأستحلفك بالله لا تهمل رسالتي وأجبني لعل الله يجعلك سببا في خروجي من دوامة الحيرة وجزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أصبت السنة باستخارتك في هذا الأمر الذي تريدين أن تقدمي عليه ونسأل الله تعالى أن ييسر لنا ولكم كل ما فيه الخير.

ونفيدك أن من استخار الله تعالى في أمرٍ فليعزم وليمض فيه، فإن تيسر له مع انشراح صدره لفعله، فهذا دليل على أنه خير له، وإن تعسر فلينصرف عنه.

ولا بأس بأن تستشيري بعض العقلاء ومن يحب لك الخير في هذا الأمر، فإذا استقر أمرك عليه فاقدمي عليه، فإن كان في ذلك خير لك وفقك الله ويسره لك، وإن كان فيه شر لك صرفك عنه، وبهذا تتحقق نتيجة الاستخارة أي التوفيق إلى الشيء، أو صرف المرء عنه.

أما الخبر الذي اطلعت عليه فقد لا يكون على علاقة بالأمر، وننصحك بتقوى الله تعالى وكثرة دعائه بتيسير الأمور وخاصة في أوقات الإجابة كوقت السحر من الليل وبين الأذان والإقامة ويوم الجمعة خصوصا بعد العصر.. فمن اتقى الله تعالى وأكثر من دعائه وذكره واستغفاره وعمل ما استطاع من النوافل وأعمال الخير.. يسر الله أمره وجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، فهذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي للمسلم أن يسلكه لنيل مبتغاه في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني