الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تزوج بدون حضور ولي

السؤال

تزوجت من بنت عمرها 21 سنة، وأخرجنا الفاظ الزواج، وهي زوجتك نفسي، وكذا وبحضور الشهود. ومهر 500 جنيه. ولكنه عقد غير مكتوب ولا يعرف الأهل عنه أي شيء؛ لأن البنت من دولة أخرى، ودخلت بها. ما هو حكم الشرع في الزواج الذى تم بهذه الطريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت قد عقدت على تلك الفتاة بغير ولي لها -كما هو الظاهر من السؤال- ولم يحكم بصحة العقد قاض شرعي يرى عدم اشتراط الولي ، فالزواج باطل عند جمهور العلماء لكونه تمّ بدون ولي ، لا لأنك لم تكتب العقد ، وانظر الفتوى رقم: 5855.

وفي هذه الحال عليك إذا أردتها زوجة أن تعقد عليها عقداً صحيحاً يباشره وليّها، والأولياء على الترتيب : أبوها ثم جدها، ثم ابنها ، ثم أخوها الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم وإن سفلوا، ثم العمومة ، وانظر في ذلك الفتوى رقم : 22277

فإن تعذر حضور أوليائها لإجراء العقد فليوكلوا من يباشر العقد في بلدكم ، فإن لم يمكنهم التوكيل ، أو كانوا ساقطي الولاية ، فالذي يتولى زواجها هو القاضي المسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : فالسلطان وَلِي من لا وَلِي له.

قال ابن قدامة : وإذا كان وليها غائبا في موضع لا يصل إليه الكتاب أو يصل فلا يجيب عنه زوجَّها من هو أبعد منه من عصبتها، فإن لم يكن فالسلطان.

فإن تعذّر وجود القاضي المسلم ، فيتولى زواجها رجل يوثق بعدالته من المسلمين.

قال ابن قدامة: فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا ذو سلطان فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها. اهـ ، وانظر الفتوى رقم: 10748.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني