الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحالة الموظف لإجراءات المخالفات على المسؤول

السؤال

أعمل في شركة بترول حكومية كمسئول عن حماية البيئة في منطقة صحراوية، والحقيقة أن هناك كثيرا من المخالفات البيئية ترتكب، وأنا أعترض عليها تارة باللسان وتارة بالكتابة وتارة بالتبليغ الشفوي لمديري، ولكن الذين يقومون بارتكاب هذه المخالفات هم الذين يرأسونني.
لذلك أصبحت في حرج من عدم سكوتي على المخالفات المتعددة، وهناك ما يسمى بالسجل البيئي الذي يسجل فية كيفية تعامل الشركة مع المخلفات الناتجة من أنشتطتها، وهناك ضغط علي أن أسجل أن كل المخلفات يتم التعامل معها بطريقة صحيحة (وهذا لا يوافق الواقع) ولكني إذا لم أفعل ذلك قد أعاقب من قبل رؤسائي فقلت لهم: إني سوف أكتب ما يتم إجراؤه بطريقة سليمة ولن أكتب ما يتم من إجراءات مخالفة، وإذا سئلت من قبل المفتشين سأجيب فيما يخص الإجراءات الصحيحة التي تتم بالموقع، أما الإجراءات المخالفة فسوف أحيل الاجابة عليها لمدير الموقع وذلك حتى لا أكون مزورا ؟وأشعر بهم شديد - فهل أكون آثما إذا فعلت ما قلت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو نصح المسؤولين وعدم التعاون معهم على تزوير الحقائق ومخادعة من هم فوقهم من المسؤولين، ولو أدى ذلك إلى معاقبتك. فسخط الخالق أشد من سخط المخلوق، ومن يعين الآثم على إثمه شريك له فيه .

فلا يجوز لك أن تسجل ما فيه غش وخداع. وأما تسجيلك للأمور الصحيحة وحدها دون المخالفات إذا كان يفهم منه أنه لا توجد مخالفات وأخطاء فلا يجوز لأنه حيلة على إخفاء التجاوزات وخداع محرم.

وأما إن كان لا يوحي بعدم وجود مخالفات، وإنما تحيل في شأنها على المسؤولين فلا حرج عليك في ذلك.

وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 129521،11370،74902.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني