الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاسترسال مع الوساوس يسبب حرجا كبيرا وعنتا شديدا

السؤال

عندي عدة أسئلة بخصوص الطهارة:1- بخصوص المذي كيف أميزه من ثيابي أو على جسمي و هو ليس له صفة مميزة على الإطلاق واضحة كرائحة المني مثلا أو ينزل بكمية كبيرة مثله. وتعريفه كـ (سائل رقيق شفاف إلخ)غير كاف بالنسبة لي- لأن هذا يلزمني رؤيته حال خروجه- فكيف أتيقن من نزوله لأني أشعر معظم الوقت بنزول شيء وعندما أنظر على طرف العضو الذكري أجد لمعة مكان خروج البول. فلا أعرف هل هذا عرق مثلا أو مذي أو ماذا فلا أستطيع أن أجزم إلا إذا رأيت لمعة مثلها على الثياب.و هل علي كلما شعرت بنزول المذي أن أنظر إلى عضوي وأتفحص ثيابي، مع العلم أن هذا يتكرر كثيرا جدا في اليوم الواحد وبدون شهوة حتى مجرد التفكير في أنه نزل مذي يشعرني بنزوله. وحقا هذا يشق علي كثيرا جدا. و قرأت في إحدى الفتاوى أنه لايجب تفحص الثياب والجسم إلا عند التيقن من خروج مذي وأنا والله اصبحت لا اعرف متي أتيقن أنه خرج ومتى يكون إحساس فقط وحتى لو خرج فكيف أميزه؟ 2- عند الطهارة من البول أو المذي أو غيره أشعر - وأحيانا أري -كلما انتهيت من غسل العضو بخروج قطرة من الماء، وأظنه أحيانا من الماء الذي أستعمله للطهارة قد دخل إلى مكان خروج البول نتيجة لاندفاع الماء عند الاستنجاء ثم خرج بعد ذلك. ماذا أفعل في هذه الحالة؟3- ما هي كمية الماء التي تجزئ في الاستنجاء من البول والمذي؟4- إن شاء الله سأقوم بأداء العمرة وأحمل هم المذي وأيضا عندي إحساس دائم كلما جئت للوضوء بخروج ريح. فماذا أفعل إذا كنت في الطواف وشعرت بخروج ريح أو مذي مع العلم أني أتوضأ و ضوءا لكل وقت.
هل يصح ذلك أيضا في الطواف؟ أعلم أن بي شيئا من الوسواس و لكن بالله عليكم أن تجيبوني إجابة مفصلة حتى أرتاح وأقدر على دفع هذه الوساوس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الوسوسة قد بلغت منك مبلغا أيها الأخ الكريم، والذي ننصحك به ليتم لك العلاج من هذا الداء العضال ألا تسترسل مع هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، بل أعرض عنها ولا تعرها أي اهتمام، فإذا شككت في أنه قد خرج منك مذي فلا تلتفت إلى هذا الشك ولا تبحث ولا تفتش في ثيابك ولا غيرها، وإذا شعرت بأنه قد خرج منك ريح فاطرد هذا الشعور عنك ما لم يحصل لك اليقين الجازم بأنه قد خرج منك المذي أو الريح، وبهذا يزول عنك العناء ويرتفع عنك الوسواس، فإنك تشدد على نفسك وتحملها ما لم يكلفها الله عز وجل به باسترسالك مع هذه الوساوس، وهذا الذي أرشدناك إليه ونصحناك به هو الذي تتبعه في عمرتك وغيرها، فإذا توضأت للصلاة أو الطواف فامض في عبادتك غير عابئ بما يعرض لك من وسوسة ما لم يصل ذلك إلى حد اليقين كما ذكرنا، فإذا حصل لك اليقين بأنه قد انتقض وضوؤك فعندئذ فقط تلزمك إعادته، وانظر لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196، وأما المقدار الذي يجزئ الاستنجاء به من الماء فليس له حد معين بل المقصود حصول الإنقاء وعود خشونة المحل، ويكفي في الاستنجاء غلبة الظن، وانظر الفتوى رقم: 137925 وما أحيل عليه فيها، وأما ما تذكره من خروج الماء من ذكرك بعد الاستنجاء فنظنه من قبيل تلك الوساوس التي تعاني منها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني