الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التربح عن طريق تصفح الإعلانات

السؤال

لقد أقمت مشروعا خيريا يجمع تبرعات عن طريق الضغط على إعلانات شركة ربحية واحدة (كاشيوم) تمتاز بعدم وجود أي إعلانات غير مباحة، ولا تشترط عليك دفع أي مبالغ للاشتراك، ولا أقوم بترقية عضويتي بدفع مبالغ لمضاعفة الربح، ولا أستأجر منها أعضاء مقابل زيادة الأرباح بل أعتمد كل الاعتماد على رغبة المتبرع في التبرع بخمس دقائق من وقته يوميا. فجمع هذا المشروع مبالغ طائلة وبالاتفاق مع الجمعيات الخيرية يتم تصريف الأموال لدور المكفوفين والأيتام وبناء مساجد ووجوه خير مختلفة. فهل يجوز لي صرف مرتبات لمن يساعدونني في هذا العمل على أنهم من (العاملين عليها) فهـــل يجوز هذا المال للتبرع أم هو حرام ؟ وان كان حراما فأين أضعه الآن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الواقع كما ذكر السائل من عدم دفع أي مبالغ لهذه الشركة، وخلو الإعلانات من الأمور المحرمة، سواء في نوعية السلع أو الخدمات المعلن عنها، أو في الإعلان نفسه، فلا نرى مانعا من التربح عن طريق تصفح هذه الإعلانات في هذه الحال، وراجع في ذلك الفتويين: 54312 ، 97428.

وإذا جاز التربح الشخصي بهذه الطريقة، فمن باب أولى جمع التبرعات بها، ويجب حينئذ على السائل باعتباره القائم على هذا المشروع الخيري أن يصرف هذه الأموال في الغرض الذي أعلن عنه للمتبرعين، إن كان أعلن عن شيء معين من النشاطات الخيرية. وإما إن كان أطلق ذلك في أعمال الخير دون تقييد، فلا حرج عليه أن يصرفها في أي باب من أبواب الخير، وعليه أن يتحرى الأنفع للمسلمين والأعظم لثواب المتبرعين. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 99802، 129509، 10139.

وأما صرف مرتبات من هذه التبرعات لمن يساعد في هذا المشروع الخيري، فلا شك أن الأفضل أن يكونوا متطوعين. فإن لم يتيسر ذلك فلا بأس بصرف راتب لهم نظير تفرغهم، وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 50816 ، 95268، 50816، 3699.

وأخيرا ننبه السائل على أننا لسنا على دراية بحال هذه الشركة (كاشيوم) وطريقة العمل معها، وإنما أفتيناه على نحو سؤاله، والعهدة عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني