الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في حصول نية الإحرام

السؤال

هل يعاد عقد النكاح إذا لم يعلم هل نوى الإحرام أم لا، فضيلة الشيخ منذ ثلاثين عاما ذهب والداي للحج، وذهبت معهم وكنت طفلا حوالي تسع سنين، كل ما أتذكره أني وقفت بعرفة معهم وكنت ألبس جلابية بيضاء وليس لبس إحرام. لا أتذكر أني نويت الإحرام أم لا، ولا أعرف هل نوى أحد من والدي الإحرام عني أم لا، لم أذهب أبداً لرمي الجمرات ويغلب على ظني أني لم أطف الإفاضة، والدتي مسنة ولا تتذكر أي شيء حتى أسألها عنه، والدي قد (ولست متأكدا) يتذكر إذا أردت فضيلتك أن أسأله عن أي شيء بخصوص المناسك، أي أن الحال موضع السؤال لا يعلم هل نية الإحرام تمت أم لا- ما أتذكره أنه كان لا يوجد مكانا لتركي فيه وأنا صغير، فاصطحبوني معهم، وذهبت معهم لعرفة ولا أتذكر هل نويت أم لا ولم ألبس ملابس الإحرام ولا أتذكر هل طفت أم لا السبع أشواط وغير ذلك غير متذكره، تزوجت منذ عامين والعام الماضى بفضل الله حججت متمتعا، هل تحل هذه الحجة محل السابقة ويجب علي حجة أخرى بعد البلوغ، هل يجب إعادة عقد النكاح باعتبار أني ممكن أكون متلبسا بالإحرام عند عقد النكاح ولم أتحلل منه، قرأت وسألت فى هذا الموضوع فوجدت آراء كثيرة، لو أعيد عقد النكاح عند القائلين بأن الصبى ليس عليه شيء يحسب طلاقا، وعند القائلين بأن الصبى يجب أن يتم نسكه لا يعد طلاقا. ما الذى يجب فعله، كما ذكرت لفضيلتكم تم هذا الكلام منذ ثلاثين عاما، وكنت لم أبلغ فى أي من أماكن المشاعر لا أتذكر منى أو عرفة أو ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت شاكاً في كونك أحرمت بالحج في تلك السنة أو لا فالأصل أنك لم تكن أحرمت، فيستصحب هذا الأصل ولا ينتقل عنه بمجرد الشك، قال النووي رحمه الله: من القواعد المتكررة في أبواب الفقه أنا إذا تيقنا وجود شيء أو عدمه ثم شككنا في تغيره وزواله عما كان عليه استصحبنا حكم اليقين وطرحنا حكم الشك. انتهى.

وبناء عليه، فلا داعي لكثرة الشكوك والوساوس، فإن نكاحك صحيح إن شاء الله ولا يلزمك تجديد العقد، وحجتك صحيحة، وقد سقطت بها عنك حجة الإسلام ولله الحمد، فننصحك بأن تعرض عن تلك الوساوس وتطرح تلك الشكوك، وبخاصة وأن القرائن التي ذكرتها تدل على أنك لم تكن تلبست بالنسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني