الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذمة الميت تبقى مشغولة حتى يقضى عنه دينه

السؤال

توفي والدى -رحمه الله- وأثناء مرض وفاته اتصل بنا محام شركة موبينيل المصرية المملوكة للملياردير النصراني نجيب سويرس وقال إن تليفون والدي علية فاتورة بمبلغ 127 جنيها، وسألت والدي فقال نعم وانشغلت بمرض والدي، وبعد وفاته أخذت أبحث كيف أسد دين هذه الشركة ولم أجد رقم التليفون المدان وقالوا فى الشركة إنه لا بد من رقم التليفون ولا ينفع البحث عن الدين بالاسم فكيف أسدد هذا الدين عن والدي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسداد الدين عن الميت واجب وذمة المدين تبقى مشغولة بالدين حتى يسدد ما عليه من مال، روى الإمام أحمد: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخيه مات وعليه دين؟ فقال: إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه، فقال: يا رسول الله قد أديت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة وليس لها بينة. قال: فأعطها فإنها محقة.

وإن كنت لم تستطع الوصول إلى الرقم الذي حصل بسببه الدين فبإمكانك أن تتصل على الشركة التي اتصلت عليك وتطلب منها كيفية السداد، أو تبحث باسم المتوفى عن الدين الذي عليه، وهكذا. فإن عجزت عن الوصول إلى سبيل لسداد الدين للشركة ورفضت استلامه منك فيمكنك أن تتصدق به عنها فعلاً للمكن المستطاع، كما فعل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيروى عنه: أنه اشترى جارية فدخل بيته ليأتي بالثمن فخرج فلم يجد البائع، فجعل يطوف على المساكين ويتصدق عليهم بالثمن ويقول: اللهم عن رب الجارية فإن قبل فذاك وإن لم يقبل فهو لي وعلي له مثله يوم القيامة. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 125882.

ولا يتصور استحالة الوصول إلى طريق لسداد الحق أو امتناع الشركة من قبول المبلغ الذي اخبرت أنه دين على أبيك، فاسع في سبيل تخليص أبيك من الدين الباقي في ذمته لتخلص نفسه منه ويستريح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني