الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تودد الفتاة إلى صاحبتها وإعانتها على التوبة والاستقامة

السؤال

أتساءل ما هي حدود الحب في الله التي ترضي الله؟ وكيف أفرق بينها وبين الإعجاب؟ في الفترة الأخيرة تعرفت على فتاة من الإنترنت تريد أن تبدأ الالتزام، وأخذت تتودد إليّ بشكل كبير، وكنت أظن فيها أنها تلعب أو تمزح فلم أكن أستجيب لها سوى مساعدتها في التدين والالتزام، ومع مرور الوقت شعرت أني تعلقت بها، لكني بالطبع لا أسمح لها أن تؤثـر على عباداتي، فإن كنا نتحدث وأتى وقت الصلاة أغلق فوراً وأذهب لصلاتي، لكني أشعر أحيانا بتأثر مستواي الإيماني، وأشعر أن هذا التعلق إعجاب وليس حبا لله، خاصة وإنها ما زالت تبدأ خطوات في الالتزام كالحجاب وترك النمص والميكب لظروف ما هي تعيش بمفردها لظروف الدراسة وأهلها في مكان آخر منذ فترة طويلة، ولها صحبة سوء، فكنت أحثها على البعد عنهم لما أرى عليها من تأثر بعد محادثتهم وغيره. مؤخراً وأنا أسكن بمحافظة أخرى أخبرتني أنها تريد زيارتي، وأنا لا شك آخذ برأي المحرم لكني أحترم رأي الصحبة الآمنة، وأخبرتني أنها ستأتي مع بنتين مسافرتين لبلد قريبة من بلدي، وبالفعل قابلتها، ودائما لدي شيء لا يجعلني مطمئنة لها 100% وعند وقت عودتها أرادت أن تتركني لتذهب لهن لتركب، وطبعا رفضت بحجة أن أطمئن عليها، فانهارت بشكل أو بآخر وأنها جاءت مع شاب ذاهب لبلد قريبة سبق وأخبرتني عنه وأنها كانت تعرفه في الماضي، وأنها بعدت وتركته ولا تحدث أحدا وهو من يطاردها، فكان الأمر كارثة بالنسبة لي، وفقدت الثقة فيها تماما، وعند عودتي لمنزلي اتصلت عليها وصحت عليها، وقررت أن أبتعد عنها إلا أنه في اليوم التالي اتصلت بي صديقة من صديقات السوء لها تخبرني أنها منهارة وأنها تبكي بشدة، وأنها أخطأت رغم أن هذه الصديقة سبق وسمعتها بجوارها تحدث شابا متزوجا وتضحك بشكل مقرف، وكنت أنكرت هذا، وكان رد فعل صديقتي أنه لا شأن لنا، الآن هي تحاول أن تظهر لي أنها تفعل كل ما أطلبه حتى ذهبت لأهلها وظلت معهم لفترة، وما لبثت أن عادت للعيش بمفردها، لكن حسب ما تظهر لي أنها لا شأن لها بواحدة من صديقاتها إلا لو ذهب معها إحداهن للصلاة في المسجد، الآن لا أعرف ماذا أفعل معها.. أشعر بأني أحبها لكني أرفض هذه المشاعر، وهي تحاول التودد مرة أخرى وأنا أصدها قليلا سوى من مساعدتها في أمور الدين، وإن تطرقت لأقوال كوحشتيني أو أحبك في الله أو غيره أرد ردا واقفا أو شديدا، لكني في داخلي بعد أن قررت أن أتوقف عن التعلق بها أشعر أني أحبها، ولا أعرف هل هذه المشاعر في الله؟ أم لأنها ودودة وتضحكني وتجيد أن تجعلني أتعلق بها، وتسمعني كلمات حلوة، وكل ما أقرر أن أبتعد عنها تماما تصعب عليّ لأني أعرف الوسط الذي تعرف منه (صديقات سجائر كافيهات أولاد) وأقول إنها مادام قربت وارتدت الحجاب وتبكي خوفا من الموت والقبر إنها تريد فقط من يشجعها ما يقلقني كما ذكرت مشاعري. أريد ما يرضي الله أن أفعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان ضابط الحب في الله، والفرق بينه وبين الحب لحظوظ النفس، وذلك في الفتوى رقم: 52433.

والذي ننصحك به أن تداومي نصح هذه الفتاة وإعانتها على التوبة والاستقامة، ومما يعينك على ذلك أن ترفقي بها وتتوددي إليها، مع مجاهدتك لنفسك على أن يكون ذلك ابتغاء مرضاة الله، ولا تعرضي عنها لمجرد هذه الهواجس، إلا إذا كان في تواصلك معها ضرر عليك في دينك أو دنياك فوقاية نفسك تكون أولاً.

أما إذا لم يكن عليك ضرر، فصحبتك لها بغرض دعوتها للخير أمر نافع لك - بإذن الله- ما خلصت النية وحسن القصد، قال ابن القيم رحمه الله: أنفع الناس لك رجل مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيراً أو تصنع إليه معروفاً... الفوائد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني