الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور القرين مكان المقتول خرافة لا تليق بالمؤمن

السؤال

كثيرًا ما نسمع أنه إذا مات أحد محروقًا أو مخنوقًا في شقة أو في شارع يطلع مكانه عفريته، وإذا قلت لأحد أن يسكن في نفس الشقة التي مات فيها هذا الشخص رفض؛ لأنه يخاف من عفريت الميت الذي مات في هذه الشقة، فهل هذا صحيح؟ولماذا إذا مات الإنسان موتة طبيعية لا يخاف أحد أن يسكن في شقته التي كان يسكن فيها ولا يخاف من شيء؟ وكنا نريد أن نعرف ما هو القرين؟ وهل كل واحد منا له قرين؟ لأننا نعرف أن هذا الذي مات يخرج مكان الميت مقتولاً قرينه؟وجزاكم الله عنا وعن الإسلام كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما ذكره الأخ السائل من خروج العفريت من مكان مَن مات مقتولاً أو محروقاً في شقة، كل ذلك كذب واضح البطلان، لا دليل عليه من كتاب أو سنة أو قول أحد من أهل العلم.

وأما لماذا يخاف بعض الناس أن يسكنوا في تلك الشقة؟ فذلك الخوف ناشئ من الأوهام الباطلة التي توهموها، وهذا الخوف حرام لا يجوز، وهو معصية لله سبحانه، بل قد يصل إلى الشرك بالله تعالى، نعوذ بالله من ذلك، والله سبحانه يقول: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، ويقول سبحانه: وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل:51]، فالرهبة أو الخوف الذي يصاحبه ذل وخضوع، عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك.

فعلى المؤمن أن يحرر نفسه من الخوف من الجن والشياطين، وليعلم أنه لا أحد غير الله -عزَّ وجلَّ- يملك ضرًا ولا نفعًا، لا لنفسه ولا لغيره.

وأما القرين: فالمقصود به الشيطان، ولكل أحد من بني آدم قرين من الشياطين يسعى جاهدًا ليضله عن سواء السبيل، فعلى المؤمن أن يجاهده مستعينًا بالله، فقد روى مسلم في صحيحه أن عائشة -رضي عنها- قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني