السؤال
هل حديث: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرى ذنبا أعظم من رجل حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها ـ حديث صحيح؟ وهل إذا كان صحيحا فحامل كتاب الله الذي يعمل به، لكنه نسي أغلبه يشفع له ذلك؟.
هل حديث: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرى ذنبا أعظم من رجل حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها ـ حديث صحيح؟ وهل إذا كان صحيحا فحامل كتاب الله الذي يعمل به، لكنه نسي أغلبه يشفع له ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وهو حديث ضعيف كما قال غير واحد من أهل العلم.
ولا شك أن إهمال القرآن ونسيانه مصيبة عظيمة ورزية كبيرة تدل على عدم اعتناء صاحبها بتقدير هذه النعمة العظيمة، وقد سبق أن بينا أن نسيان القرآن من الذنوب، وأن بعض أهل العلم عده من الكبائر، وانظر الفتويين رقم: 19564، ورقم: 19089.
وما ذكر من الوعيد في الأحاديث وأقوال السلف وارد فيمن نسي سورة، أو آية، فكيف بمن نسي أكثر من ذلك؟ وما بالك إذا كان أغلبه؟ فالله المستعان.
ولمعرفة تلافي نسيان القرآن انظر الفتوى رقم: 62200.
وبخصوص شفاعة القرآن لمن يعمل به وقد نسي أغلبه، فقد جاء في الحديث الشريف: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما. رواه مسلم وغيره.
فهذا الحديث صريح في أن القرآن يشفع لأهله الذين كانوا يعملون به، ولكن هل يعد ناسي القرآن عاملا به حقيقة؟ لم نقف على من تكلم على هذه الجزئية، وليس من شك في أن الهدف من حفظ القرآن هو العمل بما فيه من الأحكام، ولكن الله تعبدنا بتلاوته ـ أيضا ـ وبحفظه، فالأمر محتمل. وفضل الله واسع.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني