الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من حلف كذبا دفعا للضرر عن صاحب له

السؤال

أنا طالب أدرس في إحدى الجامعات العربية وهذا آخر فصل لي داخل الجامعة وأنهي دراستي بالكامل، وكان تصعب علي مادة اللغة الانجليزية وهى المادة الباقية لي في الجامعة، عند الانتهاء منها أنتهى من الجامعة فلهذا السبب قمت بجلب صديق لى لتقديم الامتحان بدلا مني داخل الجامعة وأنا كنت موجودا معه داخل القاعة فقام المراقب على الامتحان بكشف الشاب ومن ثم كشفي وفعل لنا محضر غش ومحضر انتحال شخصية، الآن تم تحويل المحضر للجنة التأديب في الجامعة ومن ثم أرسلوا لي أن أقابلهم، وبالفعل قبلتهم كانوا خمس أشخاص ولكن المهم جعلوني قبل أن أتفوه بكلمة واحدة جعلوني أحلف على القرآن الكريم أن أقول الصدق وحلفت كما أرادوا، وقلت الكلام الذي جعلوني أقوله على المصحف ومن ثم بدأت بالحديث ما الذي حدث معي وأنا لم أكن أتوقع أن يجعلوني أحلف على المصحف ولم يكن في بالى هذا الشيء أبدا، وأنا أيضا ارتبكت مع أجواء التحقيق واللجنة. المهم الآن أني لم أقل الصدق كما حلفت على المصحف وقلت كلاما غير الذي قلته بالمصحف حلفا كذبا، ولكن للعلم الشيء الذي يخصني تكلمت فيه بصدق ولم أكذب ولكني كذبت من ناحية صديقي لأني لو قلت اسمه الحقيقى وأين يسكن حقيقة وماذا يعمل لخرب بيت الشاب، أولكان سجن، وأيضا كان فصل من وظيفته لأنه يعمل مدرسا وكان لم يأخذ شهادته من الجامعة لأنة أيضا كان خريجا من الجامعة التي حدث بها هذا الشيء، ولن يعطوه الشهادة لو عرفوا اسمه الحقيقي فأجبرت لكي لا أخرب بيت الشاب أن لا أقول الصدق في هذه الجزئية، أما عني فلقد اعترفت بكل شيء بصدق وأخذت جزائي داخل الجامعة جزاء لم أتوقعه وكان شديدا جدا، القرار الذي صدر بحقي وهو سحب مساقات الفصل بالكامل وتأجيل ثلاث فصول دراسية، وفي حال تكرارها سوف أفصل من الجامعة بالكامل، وأيضا مع العلم أن الذي أجبرني على فعل هذا الشيء أني بقيت داخل الجامعة فترة طويلة وأريد أن أنهي لكي أرتاح من دفع النقود والمواصلات وآخذ الشهادة، لكن الآن ماذا أفعل كوني قمت بالحلف على المصحف كذبا وأنا لم أحلف بإرادتي أي أني لم أقل أريد أن أحلف لكذا بل هم الذين قالوا لي احلف ولم أتوقع ذلك لأني لو قلت الصدق لدمرت نفسي بزيادة ولخربت بيت الشاب الذي أراد أن يخدمني ولكنه لم يفلح. الآن ماذا أفعل في هذه اليمين الكاذبة وضميري دائما يؤنبني، ولقد تبت إلى الله بأني لم أكررها وأني لم أفعلها من قبل ولن أفعلها بعد ذلك أبدا مها كلفني الأمر. والآن ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ هل تجوز الكفارة في حين أخرجتها للمساكين أم ماذا أفعل بالضبط؟ هل تجوز لي التوبة هل أنا الآن لن أدخل الجنة أبدا؟ ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ أتمنى تفيدني وشكرا مع العلم أني نادم جدا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإجابة على سؤالك تقتضي التنبيه على عدة أمور :

1ـ أنه يحرم عليك ما أقدمت عليه من إدخال شخص ينوب عنك في الامتحان، كما يحرم عليه هو القبول بذلك لما فيه الغش والتحايل والحصول على درجة من غير استحقاق، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10150

2ـ أنك إذا تحققت أو غلب على ظنك أن الصدق سيترتب عليه ضرر محقق ينال ذلك الشخص كفصله من وظيفة يحتاجها أو إبطال شهادته مثلا فلا إثم عليك حينئذ، لأن الكذب مباح للحاجة المعتبرة شرعا كما سبق في الفتوى رقم: 100903. وفي حال حصول الإثم يكفيك أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة بشروطها المتقدمة في الفتوىرقم: 5976، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له والله يقبل توبة التائبين بل ويفرح بها قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ. {الشورى:25}

3ـ أنه تلزمك كفارة يمين على كل حال لأنك حنثت في حلفك أن لا تكذب، وهذه الكفارة سبق تفصيلها في الفتوى رقم: 107238

4ـ أن دخول الجنة أمر غيبي لا يمكن الاطلاع الآن على من يناله ولا من لا يناله، فاستقم على أوامر الله تعالى وابتعد عن نواهيه وأكثر من الأعمال الصالحة وأحسن الظن بالله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 107812.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني