الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العمل الذي لا يخلو من شبهة هل يعد ظلما للنفس والأهل

السؤال

كنت أعمل بمنشاة سياحية تبيع تماثيل من بين سلع أخرى ـ ذهب وفضة وأحجار ـ وتركتها للعمل بمكان آخر ولكن مرتبي سوف يقل إلى النصف ولدي زوجة وطفل، مع العلم أن عملي هو محاسب ولا أقوم حتى بلمس تلك التماثيل، فهل ما قمت به صحيح؟ أم أنني ظلمت نفسي وأهل بيتي بذلك؟ أرجو الرد سريعا، حيث إنني تركتها قريبا وأريد أن أعلم أكنت مخطئا حتى أستطيع أن أتدارك أمري؟.
والله المستعان، وفقكم الله إلى ما فيه خير الأمة الإسلامية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعله السائل الكريم هو عين الصواب، وهو محمود عليه ومثاب ـ إن شاء الله تعالى ـ ويتأكد هذا إذا كان العمل الجديد يكفي ضروريات السائل ومن يعول.

وعلى أية حال، فلم يظلم السائل نفسه ولا أهل بيته، بل أنصفهم وأصلحهم حين تحرى لهم الحلال الطيب وابتعد عن الشبهات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. متفق عليه.

ثم ليعلم السائل الكريم أن عاقبته ستؤول إلى خير ما دام فعل ذلك ابتغاء وجه الله وحفظا لحقه تعالى، فقد قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا * وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.{الطلاق: 2-4}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح ـ وصححه الألباني.

واعلم ـ أخانا الكريم ـ أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا والجزاء من جنس العمل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل، إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله. متفق عليه ، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 117447، 42821، 9408.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني