الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتفعي بالقدر الذي تم دفعه للتأمين

السؤال

أنا مقيمة بأمريكا وعندي تأمين صحي قانوني ولا يغطي الأسنان أبدا فكر زوجي منذ فترة أن يقدم طلبا للتأمين الحكومي ـ وهو يغطي كل شيء ـ والعلاج مجاني، ولكنه لم يضع المعلومات صحيحة في الطلب مثل الدخل والعمل وهكذا، وبعد حصولي على الكرت سألت فقال لي أهل العلم إنه يعتبر مالا غير حلال وتحت هذا الكرت يتم دفع رسوم المدارس لأولادي ـ أيضا ـ وإعطائهم وجبات مجانية وبعد أن علمت أنه لا يجوز حاولت على قدر استطاعتي أن أبعث أكل أولادي معهم وحاولت أن أدفع من مالي الخاص للعلاج من غير علم زوجي فأنا أعمل عملا بسيطا في بيتي، مع العلم أن تكلفة أطباء الأسنان هنا غالية جدا فأنا بحاجة إلى راتبي الشهري كاملا لإصلاح سن واحدة، وتنظيف أسنان الأطفال دوري ومكلف، ومنذ سنة لم أنظف أسنان أطفالي لهذا الأمر وخائفة أن أطعمهم مالا مشكوكا فيه، علما بأنني لو أطلب منه لن يوافق وحدث أن طلبت من زوجي أكثر من مرة مصاريف التنظيف، أو إصلاح الأسنان فحدث أكثر من مشكلة ولوعلم أنني أدفع من مالي الخاص فلا أدري ماذا سيفعل؟ فأنا أنصحه في كل فترة، لكن إلى أن يقتنع، أو يهديه الله ماذا يجب علي؟ فهل أدفع من مالي الخاص حتى لو غضب؟ وهل أنا مضطرة؟ وهل أأثم على استعماله؟ أو ماذا؟ فكرتي أن أبحث عن طريقة لوقفه ولكن لو عملت ذلك سيغضب زوجي، فهل هذا جائز؟ ولو توقفت مصاريف العلاج الجسدي فليست عندي مشكلة، ولكن الأسنان ليس عندي لها تأمين ولا أعتقد أن زوجي سيغطي لي المصاريف اللازمة للأسنان غير الضرورية كالتنظيف، والذي هو مهم جدا للأطفال، والآن الأطفال بالمدرسة وينتفعون بهذه الكرت كتأمين وجبات مجانية لهم وأحيانا أضع أكلا من البيت ولكنهم يرغبون في الأكل بالمدرسة، فهل أوقف عنهم هذا؟ وهل تقديم مساعدة للمدرسة بمبلغ معيين يعوض ما يأكلونه بالمقابل ورفع الإثم عني أم ماذا؟ وزوجي يطلب مني عندما يمرض أحد أولادي أن آخذه إلى الطبيب واستعمال الكرت، فهل أرفض؟ مع أني أحمل تأمينا صحيا قانونيا ولكن علي دفع مبلغ معين لاستعماله وزوجي سوف يعلم إذا فعلت ذلك وتعبت من الموضوع زوجي لا يستجيب ومقتنع أنه غير حرام ومن حقنا وهذا الموضوع أشعر بأنه حاجز بيني وبين الله.
أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على الحلال وتحريك له وحذرك أن يدخل بيتك الحرام، وهذا هو شأن الزوجة الصالحة والمؤمنة الصادقة وهو يذكر بوصية تلك المرأة لزوجها عندما يخرج للعمل فتوصيه: يافلان اتق الله ولا تطعمنا حراما، فإنا نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر النار.

وما ذكرت أن زوجك وقع فيه من التحايل للحصول على التأمين لدى الحكومة لا يجوز، وقد بينا في الفتوى رقم: 133863، حرمته وما يجب على الزوجة فعله تجاهه.

وعلى كل، فإن أصر زوجك على عدم تراجعه فلا يجوز لك استخدامها في خاصة نفسك وأولادك إلا بقدر ما دفع زوجك، ويمكنك أن تبعثي إلى المدرسة بمساعدات مالية يغلب على ظنك أنها تساوي ما يبذل لهم من طعام وغيره وأكثر مما دفعه أبوهم، إذ المهم إيصال الحق بأي وسيلة كانت.

وأما التأمين الصحي الذي ذكرت كونه لديك: فننبهك إلى حرمته إذا كان تأمينا تجاريا، وأنه لايجوز الاشتراك فيه اختيارا، ومن أجبر عليه فالإثم على من أجبره، لكن ليس له أن يأخذ منه بقدر إلا ما اشترك به، كما بينا في الفتوى رقم: 18538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني