الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير استخراج إخلاء الطرف هل يعد ظلما للموظف المستقيل

السؤال

هل أنا مظلوم؟ قدمت استقالتي منذ سنة وسبعة أشهر ولم يظهر إخلاء الطرف إلى الآن، مع العلم أن الرئيس قادر على إظهار الشهادة، وفي القانون يجب علي انتظار سنتين، والشيء الآخر أن هناك أشخاصا أخذوها بعد شهرين وثلاثة، فهل يحق لي رفع يدي والدعاء على من ظلمني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كونك مظلوماً لا يتحدد إلا بالرجوع لقوانين الجهة التي تعمل بها، والشروط المتفق معك عليها في عقد العمل، وقد ذكرت أن القانون يقضي بأن تنتظر سنتين وأنت لم تقض بعد هذه المدة، وليس من الظلم لك أن تحرم مما أعطي لغيرك مما ليس حقا لأي منكما، لكن إذا تقرر أنك مظلوم فإنه يجوز للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، كما في حديث الصحيحين، وقد أحسن من قال:

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يأتيك بالندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم.

ولكن الأولى هو العفو الذي يزيدك الله به عزاً وكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً.

كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌا رَّحِيمٌا.

{ النور22}.

وقد فصلنا القول في دعاء المظلوم وبينا ضوابطه في الفتويين رقم: 23857، ورقم: 22409.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني