السؤال
نذرت منذ زمن بعيد ـ حين كنت أدرس ـ صياماً لله في حالة النجاح، وقد من الله علي بالنجاح، لكن أخذتني الشواغل ومنعني الشيطان من تنفيذ نذري، إلا أنني لم أنس أنني مدين بنذر وإن كنت تحيرت في صفته هل هي صيام 15 يوما؟ أم شهراً كاملاً؟ وأري كلما تذكرت أنها 15 يوما، ولكن أقول في نفسي هذا تلبيس من الشيطان حتى أستثقل الوفاء وأركن إلى عدم تنفيذ ما نذرت، لذا أسأل سيادتكم عن كيفية الوفاء بمثل ذلك النذر وهل أصوم أياماً متفرقات؟ أم مجتمعات؟ وأسئلوا الله عوني على نفسي والشيطان وقبول عملي وإصلاح شأني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبخصوص نذرك، فإنه من نذر الطاعة المعلق، وقد كرهه أهل العلم، لما في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل.
ولكنه يلزم الوفاء به إذا حصل ما علق عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه. رواه البخاري.
ولذلك، فإن عليك أن تجتهد لمعرفة عدد الأيام التي نذرت فتعمل بما تبين لك، فإذا لم يتبين لك شيء وبقيت متردداً فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن عليك أن تصوم الأكثر، لأنه الذي تحصل به براءة الذمة بيقين، وذهب البعض إلى أن الأقل هو الواجب، وما زاد عليه مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة منه، ولكن مع ذلك لو صامه كان أحسن، لأنه لو كان هو الواجب حصلت بصومه البراءة، وإن كان غير واجب كان تطوعاً يؤجر فاعله، ولا يلزمك تتابع الصيام في مذهب جمهور أهل العلم، إلا إذا كنت نويته، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 10904.
والله أعلم.