السؤال
الآية: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة... ما المقصود بالبيت هل معنى بيت الله مسجد أم معنى آخر، وما المقصود بأول هل أول مسجد أم ماذا؟
الآية: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة... ما المقصود بالبيت هل معنى بيت الله مسجد أم معنى آخر، وما المقصود بأول هل أول مسجد أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح في معنى هذه الآية أن المراد بها هو أن البيت الحرام شرفه الله هو أول بيت وضع للتعبد والنسك فيه، وقد كانت البيوت قبله، ولكنه أول مسجد بني لعبادة الله تعالى، وقد زعم بعض المفسرين أنه أول بيت بني مطلقاً وذكروا في ذلك آثاراً لا تثبت.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس، أي: لعموم الناس، لعبادتهم ونسكهم، يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده (للذي ببكة) يعني: الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل (عليه السلام)، الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه، ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه، ولهذا قال (مباركاً) أي وضع مباركاً (وهدى للعالمين)، وعن الشعبي عن علي في قوله تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً. قال: كانت البيوت قبله، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله تعالى (وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقاً)، والصحيح قول علي رضي الله عنه. انتهى بتصرف.
وقال القاسمي رحمه الله: ذكر بعض المفسرين أن المراد بالأولية كونه أولاً في الوضع والبناء، ورووا في ذلك آثاراً منها أنه تعالى خلق هذا البيت قبل أن يخلق شيئاً من الأرضين، ومنها أنه تعالى بعث ملائكة لبناء بيت في الأرض على مثال البيت المعمور، وذلك قبل خلق آدم، ومنها أنه أول بيت وضع على وجه الماء عند خلق السماء والأرض، وأنه خلق قبل الأرض بألفي عام، وليس في هذه الآثار خبر صحيح يعول عليه. والمتعين أن المراد: أول بيت وضع مسجداً، كما بينته رواية ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه في هذه الآية، قال: كانت البيوت قبله، ولكنه أول بيت وضع لعبادة الله تعالى، وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كما كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه. انتهى..
وبه يتبين معنى كون المسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني