الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سدد ديونك وأنفق على أهلك واستعفف يعفك الله

السؤال

أنا تائب وأريد رضا الله والتوبة من الماضى الذي يجب إصلاحه، فهل على التائب سداد ديونه بعد التوبة مباشرة؟ والوفاء بوعود لبنتين قبل التوبة على الزواج منهما، لأنهما مازالتا متمسكتين بي وعلى علم بظروفي كلها وموافقتين وأهلهما على علم بذلك؟ مع العلم أنني متزوج، ولكنني أحب تعدد الزوجات، والنساء كانت من أكثر عيوبي في الماضي، وهل لي أن أصرف على هذا الزواج في الحدود المعقولة؟ مع أنني مديون وأعمل بالخليج وأقطع أكثر من نصف الراتب لسداد الدين والباقي لي ولأسرتي وأمي، فهل هذا صحيح؟
أرجوكم هذا مستقبل تائب، أغيثوني بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك بما أنعم الله تعالى به عليك من نعمة التوبة، وهي نعمة عظيمة تستوجب الشكر، ومن أعظم ما تشكر به ربك هو الحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة أهل الخير حتى يرزقك الله الثبات على طريق الاستقامة حتى الممات، والتوبة لها شروطها، وقد بينا هذه الشروط بالفتوى رقم: 4603، وذكرنا هنالك أنه لا بد في التوبة من حقوق العباد من ردها إلى أصحابها.

وأما وعدك لهاتين الفتاتين بالزواج: فلا يلزمك الوفاء به، فالوفاء بالوعد مستحب وليس بواجب في قول جمهور الفقهاء، كما هو مبين بالفتوى رقم: 17057.

وإذا أمكنك الزواج منهما فهو أمر حسن، ولكن إن كان الواقع ما ذكرت من حاجتك إلى سداد الديون والإنفاق على أهلك وأمك فالأولى أن تعرض عن هذا الأمر حتى ييسر الله عليك، واعلم أنك إذا استعففت عفك الله تعالى، فاتق الله واصبر واحرص على غض البصر واجتناب كل ما يمكن أن يثير الشهوة، هذا بالإضافة إلى أنك في نعمة ما دمت قد رزقت زوجة.

واعلم أن الدين إذا كان حالا، وعندك ما تقضي به، وجب عليك سداده ولا يجوز لك تأخيره إلا بإذن الدائنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني