الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى السبب والعلة والفرق بينهما

السؤال

ما الفرق بين السبب والعلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأكثر علماء الأصول على أن السبب والعلة بمعنى واحد، قال في مراقي السعود:

ومع علة ترادف السبب * والفرق بعضهم إليه قد ذهب
ومن فرق بين السبب والعلة من العلماء فقد ذهبوا في ذلك إلى وجوه من التفريق، ونحن ننقل هنا ما ذكره العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله في مذكرته في أصول الفقه في بيان معنى كل من السبب والعلة والفرق بينهما بشيء من الاختصار، وفيما ذكره رحمه الله كفاية في هذه المسألة، قال رحمه الله:
أما العلة فهي في اللغة: عبارة عما اقتضى تغييراً ومنه سميت علة المريض لأنها اقتضت تغير الحال، والعلة العقلية عبارة عما يوجب الحكم لا محالة كتأثير حركة الأصبع في حركة الخاتم، وتأثير الكسر في الانكسار، والتسويد في السواد، والفقهاء يستعملون العلة في ثلاثة أشياء:

الأول: ما يوجب الحكم لا محالة أي إذا وجد قطعاً وهو المجموع المركب من مقتضى الحكم، وشرطه ومحله وأهله كوجوب الصلاة فإنه حكم شرعي ومقتضيه أمر الشارع بالصلاة وشرطه أهلية المصلي لتوجه الخطاب عليه بأن يكون بالغاً عاقلا ومحله الصلاة وأهله المصلي، فإذا وجد هذا المجموع وجدت الصلاة.

الثاني: من الأشياء التي يطلقون عليها العلة هو العلة التي تخلف شرطها أو وجد مانعها كاليمين مع عدم الحنث بالنسبة لوجوب الكفارة، اليمين علة الكفارة، وشرط وجوبها بها الحنث فتسمى اليمين دون الحنث علة وهي علة تخلف شرطها.

الثالث: من الأشياء التي يطلقون عليها اسم العلة هو: الحكمة، وضابط الحكمة أنها هي المعنى الذي من أجله صار الوصف علة، فعلة تحريم الخمر مثلاً الاسكار، وحكمته حفظ العقل لأن حفظ العقل هو الذي صار من أجله الإسكار علة للتحريم في الخمر.

وأما السبب فهو كل ما توصلت به إلى شيء. والسبب يطلق عند الفقهاء على أربعة أشياء:

الأول: ما يقابل المباشرة كالحفر مع التردية فالحافر يسمى صاحب سبب والمردي الذي هو المباشر صاحب علة، وكمن قدم طعام شخص إلى آخر فأكله فالمقدم متسبب والآكل مباشر والقاعدة عند الفقهاء تقديم المباشر في الضمان، فإن تعذر تضمينه لموت أو فلس ضمن المتسبب ولا يخلو تضمينه من خلاف.
الثاني: علة العلة يسمونها علة كالرمي فإنه علة لإصابة السهم بدن الشخص المرمي وإصابته إياه علة لقتله، فالرمي علة لعلة القتل تسمى سببا.
الثالث: العلة التي تخلف شرطها كنصاب الزكاة بدون الحول.
الرابع: العلة الشرعية نفسها وعليه أكثر أهل الأصول
. انتهى.

وبهذا يتبين أن بين العلة والسبب عموماً وخصوصاً من وجه فيلتقيان في بعض المعاني ويختص كل واحد منهما بمعنى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني