الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل على برنامج لإدخال معلومات خاصة بالبنك

السؤال

أنا أعمل لدى شركة لصنع البرامج الخدمية للشركات والبنوك, ومن ضمن هذه الخدمات تم عمل برنامج لحفظ المعلومات (أرشيف ) وقد اشتراه أحد البنوك, أنا الآن أعمل على هذا البرنامج تحت إدارة الشركة المنتجة للبرنامج , حيث أدخل كل البيانات الخاصة بالبنك (قروض- معلومات عملاء- حسابات- كروت الفيزا)، وغيرها على الكمبيوتر بغرض حفظها من الضياع بواسطة هذا البرنامج.
السؤال: هل عملي محرم شرعا وهل مالي الذي آخذه من الشركة مقابل إدخال هذه البيانات مال حرام أم حلال؟
أرجو الإجابة في أسرع وقت لأني أعمل منذ سنة وإذا كان حراما, فماذا أفعل فأنا الآن قد دخلت في جمعية ومن الصعب إيجاد عمل آخر لدفع هذه الجمعيات, علما بأني طالب جامعي وأعمل لأن حالة والدي المادية ضيقة ولله الحمد؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان البنك الذي تعمل في البرنامج لمصلحته بنكاً ربوياً فإن عملك هذا غير جائز؛ لعموم قوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وكان الواجب عليك الامتناع عن القيام بهذا العمل الخاص بالبنك، وإذا كان العمل المذكور محرم.. فالمقابل المالي عليه محرم، فالمطلوب منك شرعاً ترك هذا العمل، ولا بأس بأن تبقى في الشركة في أعمال مباحة أخرى، وإن كنت لا تقدر الآن على ترك العمل واضطررت إلى البقاء فيه إلى أن تسدد ما عليك من التزامات فلا بأس، وبالنسبة للمال الذي أخذته مقابل العمل المذكور فما قبضته قبل العلم بالحكم الشرعي فنرجو أن لا يكون عليك حرج فيه.

أما ما كان منه بعد العلم فلا يحل لك تملكه إلا لضرورة كما تقدم، وتأخذ منه بقدر حاجتك وتنفق ما بقي في وجوه الخير ولا تتركه للشركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني