الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينفسخ عقد النكاح بدون ولي بالطلاق أو بحكم القاضي

السؤال

سامحوني، ولكن مشكلتي لا أنام الليل منها، مشكلتي تتلخص في أني تزوجت بدون علم أهلي من رجل رفضه أهلي؛ لأنه متزوج وعنده 3 أبناء، وسبق أن تزوج مرة ثانية وعنده طفل، ولكن ظل يحوطني بالوعود والحب إلى أن انصعت له، وقبلت الزواج في السر، ووكلت شخصا صديقا له كولي لي، وبعد أربعة أشهر فقط اتصل على صديق لوالدي وأخبره بزواجنا، وعلم أبي وأهلي وغضب مني غضبا شديدا وتوفي رحمة الله بعدها بعشرين يوما على طلب بأن أترك زوجي لسوء خلقه، ولأنه غير أمين علي، وبدأ زوجي يوجه إلى الإهانات القبيحة، وألقى علي يمين الطلاق أكثر من مرة إن لم أنصع له، وظل يتصل ويخبر كل من يعرفونني من أصدقاء وأقارب ليخبرهم بأني تزوجت دون علم أهلي، وينقل الأخبار عني الخاصة جدا بعلاقتنا الزوجية لأمي بالتليفون ولأخواتي بشكل سيء إلى أقصى حد، فقررت أن أحقق رغبة أبي في الانفصال ورفعت قضية خلع منه، وقبل أن تكتمل القضية جاء متوسلا أن نكمل حياتنا معا، وفي كل مرة عندما يغضب مني لغضبي يكرر الإهانات واتصاله بأمي لإلقاء تهم وافتراءات كذبا علي ليسوء سمعتي عند أهلي، ولكن مع الأسف لا يصلح ما أفسده مع أهلي، ويكرر طلبه مرة أخرى أن نكمل معا في السر، مع العلم أنه مازالت على ذمته زوجة غيري أي أصبحنا ثلاث زوجات الآن على ذمته - منه لله- لأي مدى يسيء الرجل استخدام شرع الله - وبدأ يهددني بالزواج إن لم أرجع له، وأعتقد انه مجرد تهديد إلى أن عرفت بزواجه من امرأة من جنسية أخرى لما سمعه من أصحابه عن نساء هذه الجنسية، ويتهمني بأنني أنا السبب في زواجه وأنه تزوجها بالرغم من حبه الشديد لي فقط لاحتياجه لامرأة معه، ويخبرني أنه على استعداد أن يطلقها إذا رجعت له، واستمر زواجنا حتى لا يغضب الله مني، ويخبرني أن المرأة مثلي لن تشم رائحة الجنة لأني عصيت زوجي، وأرفض أن أرجع له وأعطيه حقوقه الزوجية، وأنا وصلت إلى مرحلة عدم الأمان معه، ولا أصدق أي كلمة منه ولا وعده بل إني أخشى على نفسي منه وعلى سمعتي .
سؤالي هو: هل أكمل قضية الخلع، وأحاول أن أرد اعتباري أمام أهلي ووالدي رحمه الله، وأرضي أمي الغاضبة مني للآن، وأنفصل عن هذا الرجل؟ أم أكون عاصية كما قال وعملت منكرا يحاسبني الله عليه إذا استمررت في القضية وانفصلت عنه؟
أرجوكم أتوسل إليكم أنا لا أنام الليل من تعبي وخوفي. أفيدوني أفادكم الله ونور بصيرتكم دائما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال ما ذكرت من أنك قد تزوجت من هذا الرجل بغير إذن وليك، ولم يحكم بصحته قاض شرعي، فهذا الزواج باطل، لأن الزواج الصحيح له شروط، ومن أهمها إذن الولي. وراجعي الفتوى رقم: 1766. فيجب فسخ هذا الزواج، ولابد لفسخه من طلاق أو حكم حاكم كما بينا بالفتوى رقم: 117892.

فإذا لم يطلقك هذا الرجل، فارفعي الأمر إلى القاضي الشرعي ليقوم بفسخه. ولا يجوز لك تمكينه من نفسك، ولا تكونين عاصية بذلك لأنك لست زوجة له شرعا، ولكن مثل هذا الزواج المختلف فيه تترتب عليه آثار الزواج الصحيح من جهة لحوق النسب ونحو ذلك، فإن كنت قد رزقت منه أولادا فإنهم ينسبون إليه. وراجعي الفتوى رقم 22652.

وننبه في ختام هذا الجواب إلى أمور:

الأمر الأول: أنه يجب على النساء الحذر من تغرير الرجال بهن ومحاولة خداعهن، وما حدث لك خير مثال على ذلك.

الأمر الثاني: أن مجرد زواج الرجل لا يسوغ الامتناع عن تزويجه إن كان صاحب دين وخلق كما هو مبين بالفتوى رقم: 98602.

الأمر الثالث: أنه يجب على الرجل أن يحسن عشرة زوجته، وإساءته إليها وإهانته لها تتنافى مع ذلك. ونرجو مطالعة الفتوى رقم: 27662. وهي عن الحقوق بين الزوجين.

الأمر الرابع: أنه في حالة صحة عقد الزواج المذكور، فإن للمرأة أن تخالع زوجها أو تطلب الطلاق منه في حال حصول ضرر عليها منه، وراجعي الحالات التي تجيز للمرأة طلب الطلاق أو الخلع في الفتوى رقم: 116133.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني