الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى مقولة (قوة المؤمن في قلبه وضعفه في جسمه والمنافق عكسه)

السؤال

ما معنى قول القائل: قوة المؤمن في قلبه وضعفه في جسمه والمنافق عكسه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا القول منقول عن بعض السلف ـ رحمهم الله ـ والمراد به أن المؤمن همه تطهير قلبه وتزكية نفسه فلذلك تجد قلبه قوياً وعزيمته صادقة وهمته عالية، أما المنافق فاهتمامه بشهوات جسده وبدنه مع إهمال تقوية القلب وتزكية النفس ولذا تجدهم دائماً أهل خوف وفزع كما حكى الله سبحانه من حالهم أنهم: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ.{ المنفقون: 3}.

جاء في تفسير القرطبي: قال مقاتل والسدي: أي إذا نادى مناد في العسكر أن انفلتت دابة، أو أنشدت ضالة ظنوا أنهم المرادون، لما في قلوبهم من الرعب. انتهى.

وتصديق ذلك قول الله تعالى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ {آل عمران:151}.

وما تقدم لا يعني أن المؤمن يهمل جسمه ولا يعتني به حتى يضعف بمرض، فهذا على خلاف الشريعة التي جاءت بالأمر بالتداوي والنظافة وحفظ الصحة عموماً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني