الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإشراف على القسم الإسلامي يقتضي التثبت مما ينشر

السؤال

أنا مشرفة على قسم إسلامي وإبراء للذمة فما هو الواجب علي في هذا القسم؟ وهل يكفي التأكد من صحة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؟ أم هناك أشياء أخرى؟ فأنا مثلاً لا أعرف ماذا أفعل عندما أرى أقوالا لأحد العلماء كابن القيم والحسن البصري وغيرهم كيف لي أن أتأكد من صحة الكلام المنسوب لهم وخوفي أن يكون كلاماً موضوعاً عليهم ولا أعرف كيف أتصرف؟ لأن القرآن والأحاديث موجودة في الإنترنت فيسهل علي التأكد، أما أقوال العلماء فمستحيل، أم أن هذا ليس مهماً المهم فقط القرآن والآحاديث حتى لو افترضنا أنه يوجد حل وهو إرسال رسالة لكم للتأكد متى يتم الرد؟ وهذا يأخذ وقتاً طويلاً، حيث تجاوبون بعد أسبوع وهذا يعطل القسم كثيراً وتتكدس المواضيع بسبب انتظار الرد، وهل هناك شيء آخر أفعله بالقسم غير ما سبق؟ أرجو الرد على كل جزئية، وعدم تجاهل شيء، أنتظر الرد بفارغ الصبر وأريحوني بالإجابة الشافيه والكافية، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعملك مشرفة على هذا القسم يوجب عليك القيام بواجبك من إتقان العمل وإخراجه على أكمل وجه فإنك مؤتمنة عليه وراعية له، وإن الله سبحانه سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، خصوصاً وأن العمل في هذه المجالات يتضمن نصح الناس وتذكيرهم بالله وربما إفادتهم ببعض الأحكام الشرعية، وهذا يقتضي منك التثبت إلى غايته والاستيثاق إلى منتهاه، فعليك أن تقومي بمراجعة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حتى تخرج النصوص كما هي، فإن الخطأ في القرآن قبيح وكذلك التقول على رسول الله بما لم يقله عظيم وربما أحال ذلك المعنى وغير المضمون فوقعت البلية العظيمة من عمل الناس بما لم يشرع معتقدين نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما أقوال الأئمة المتبوعين: فينبغي أيضاً التحري فيها فمن الفتوى عنهم تفهم نصوص الوحي، ولقد من الله سبحانه علينا في هذا الزمان بالتطور التكنولوجي والتقدم التقني الذي سهل وسائل البحث في شتى العلوم فيمكنك مثلاً اقتناء أسطوانة واحدة بها الآلاف المؤلفة من الكتب وتستطيعين التوثق من نسبة الأقوال إلى أصحابها بجهد يسير ووقت قليل بواسطة برامج البحث، فابذلي جهدك ما استطعت واستعيني بالله سبحانه بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من المواقع الموثوق بها، أو مراسلة أهل العلم عبر الإنترنت، أو غيرها من وسائل الاتصال في تصحيح ما يراد نشره في هذا القسم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني