السؤال
أرجو منكم سعة الصدر لكلامي وتفهمه فأنا دائما في هذه الأيام يحضرني قصة المرأة التي سألت سيدنا داود عليه السلام هل ربك ظالم أم عادل ؟
أنا أشعر أني في حالة تشتت بحب ربنا سبحانه وتعالى لكن في نفس الوقت وأستغفر الله زعلانه من ربنا فأنا ولدت يتيمة الأب ولم أحس مطلقا بحنان الأب والأمان بوجوده، تمت خطبتي في بداية حياتي لشاب طيب لكن والدته بسبب غيرتها عليه أجبرته على فسخ الخطبة، ثم تزوجت من رجل بعد صلاتي صلاة الاستخارة وكان يحبني إلى أن تدخلت أخته في حياتنا وحولت حبه لي إلى كره وطلقني قهرا برغم توسلاتي له بعدم الطلاق حفاظا على بنتي وحتى لا تتربى بدون أب مثلي، وكان إحساسي عندما تم الطلاق كأني ذبيحة مقيدة يتم ذبحها بالإكراه.
ثم بعد طلاقي بأكثر من سنة تقدم لي رجل طيب جميل الخلقة والخلق مقيم للصلاة في المسجد تال لكتاب الله صائم للنوافل بار جدا بأمه، كان حاله كحالي لم ير استقرارا في حياته وتزوجنا وقضينا شهرا هو أسعد شهر في حياتي على الإطلاق. وأخيرا شعرت بالأمان والاستقرار معه، كنت أقول لنفسي ربنا عوضني وعوض بنتي خيرا بزوج وأب كريم حتى انقضى الشهر وبدأ المرض يظهر على زوجي وقضينا شهرين ونصف في مرض وألم حتى فاضت روح زوجي إلى بارئها، وبرغم أن الشهرين ونصف كانوا مرض ولكننا كان ظننا بالله خيرا وأن ربنا يختبرنا وأن زوجي سيشفى ونعرف نبتدي حياتنا خاصة وأننا ارتبطنا ببعض جدا وكل لحظة في حياتنا برغم وجود المرض كانت ممتعة، وكنت أسجد لله وأبكي بكل كياني أنه مثل ما أعطاني هذا الرجل الطيب الذي أحبني من كل قلبه أن يخليه لي ويرسل له ملائكة تداويه، فكان زوجي رحمة الله عليه قبل وفاته يقبل يدي ويبكى ويقول لي سامحيني من يوم ما عرفتيني لم تري راحة معي، كان يتمنى أن يعيش معي ويسعد بحياته معي ويسعدني، كان يتمنى أن يعطيني الدنيا كلها ويفرحني لكن قدر الله وقف حائلا بينا وربنا سبحانه أخده قهرا وحرمني منه قهرا.
ومن يوم وفاته وأنا حاسه أن بيني وبين الدنيا شاشة تليفزيون بتفرج على حياتي من خلالها حاسة أني لست في الدنيا وكل الأحداث السريعة التي حصلت لست مستوعبة لها فمدة الزواج والمرض والوفاة كانت ثلاثة شهور و 18يوما.
أنا أكتب لكم ما هو مكنون بنفسي ولا أستطيع نطقه خوفا وحبا لله ولكني أرى نفسي عاتبة على الله سبحانه رغم حبي له، فأنا وزوجي كنا نحلم بأبسط أمور الحياة ودون مخالفة لله سبحانه كنا نحلم ببيت بسيط يضمنا معا ونحس فيه بالأمان وأطمئن على بنتي معه هو كان بالنسبة لنا حلم لكنه لكل البشر حق مكتسب وبرغم كلماتي هذه فأنا أحب ربنا والحمد لله أصلي وأناجيه وقلبي ينشرح جدا للقرآن وأقول لنفسي كيف غير المسلمين لما يسمعوا القرآن قلبهم لا ينشرح ويسلموا لله.
أنا حاسة أني في حالة تناقض شديدة بحب ربنا سبحانه جدا وفي نفس الوقت عاتبه عليه من أن كل حياتي كلها قهر سواء من العباد أو منه هو سبحانه، أنا كتبت لكم ما هو بداخلي دون أن أبوح به لنفسي أو لأي بشر عسى أن أجد لديكم وصفا لحالتي وهل بهذه الحال أكون مغضبه لله. أفيدوني أفادكم الله؟