الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة تعليم الطلاب رسم ذوات الأرواح

السؤال

بالإشارة إلى الفتويين رقم: 4138، ورقم: 14116، وفتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز ص302، يتبين أن رسم ذوات الأرواح محرم، وقد تم تعليمنا في المدارس العربية والمسلمة على مر مراحلها على مادة الرسم، أو الفنية التي كنا نؤمر فيها في صغرنا برسم المناظر مع ذوات الأرواح، وانغرس هذا في نفوسنا لمدة 12 سنة ـ وهي المدة التي يقضيها الطالب عادة في مدارس الوطن العربي ـ حتى ظن الكثير منا أن الدعوة لتحريم الرسم خاطئة، أو أن هنلك سعة واستثناءات كثيرة في فتوى تحريم رسم ذوات الأرواح لا يناقشها المفتون ويعلم بها المسؤولون، والسؤال: في ضوء ما سبق، كيف يمكن تفسير تلقين وتعليم الطلاب المسلمين دروس الفن والرسم في البلاد المسلمة القريبة من مهبط الرسالة والتي تتخذ من شرع الله دستوراً لها؟ وكيف يستمر هذا الفعل من دون أن ينتبه المسؤولون لشدة وصراحة تحريم رسم الأرواح؟ وما الذي ينبغي فعله؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأمر على ما ذكرنا من حرمة رسم ذوات الأرواح كما سبق بيانه في الفتاوى المذكورة, أما تعلم مادة الرسم أو الفنية فليست محرمة بإطلاق، وإنما يحرم منها فقط رسم ذوات الأرواح, أما رسم ما لا روح فيه كالجبال والأشجار وسائر المناظر الطبيعية وما شابهها فهذا لا حرج فيه، أما تواطؤ المدارس والمعاهد على تدريس هذه المادة مع ما فيها من مخالفة ومعصية، فهذا لا يغير من الأمر شيئا ولا يجعل المحظور مباحا, بل هذا شأنه شأن كثير من المنكرات والمخالفات في بلاد المسلمين كالتبرج والربا ونحوه ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ وما زال أهل العلم والدين ينكرون هذه المنكرات ويأمرون الناس بتركها ويحذرونهم منها.

نسأل الله سبحانه الهداية والتوفيق لنا ولسائر المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني