الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاهدة الأخبار إذا ترتب عليه النظر للنساء المتبرجات

السؤال

نتابع الأخبار أحيانا على قنوات الجزيرة والعربية، وتظهر المذيعات بلباس غير شرعي من تبرج وملابس ضيقة .......إلخ أنا الحمد لله أغض بصري كلما تقع عيني علي المذيعات وغيرهن ( أسألكم بالله أن تدعو لنا بالثبات ) ولكن المشاهد تتغير بسرعة، فبينما أتابع مشهدا معينا تظهر المذيعة فتقع عيني عليها، ولكن سرعان ما أغض بصري، والحمد لله، وهكذا دائما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الثانية )أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فهل بما أني أغض بصري يجوز لي متابعة الأخبار على مثل هذه القنوات؟ مع العلم أني أثناء مشاهدتي لخبر ما قد تظهر المذيعة في أي لحظة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمشاهدة المذيعات المتبرجات في التلفاز أمر محرم كما بيناه في الفتوى رقم: 1529.

أما في هذه الحالة التي تسأل عنها فإنا نقول لك: السلامة لا يعدلها شيء، وما دمت تتوقع في كل لحظة رؤيتك لهذه المذيعة المتبرجة، وأنت تستمع للنشرة، فعليك حينئذ أن تترك مشاهدة هذه الشاشة، فالعلماء قد نصوا على أن الأمر المباح إذا كان ذريعة قوية للمحرم، فإنه يكون ممنوعا لا لذاته، وإنما لما يؤدي إليه من المحظور.

ورؤيتك لهذه النشرات وإن كان الأصل فيها الإباحة إلا أنه لما كانت وسيلة إلى مواقعة المحظور، فإن النظر الفقهي يقتضي حينئذ المنع والحظر. جاء في الاعتصام للشاطبي: فإن من عادة الشرع أنه إذا نهى عن شيء وشدد فيه منع ما حواليه وما دار به ورتع حول حماه. ألا ترى إلى قوله عليه السلام : [ الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة ] وكذلك جاء في الشرع أصل سد الذرائع وهو منع الجائز لأنه يجر إلى غير الجائز وبحسب عظم المفسدة في الممنوع يكون اتساع المنع في الذريعة وشدته) انتهى.

ويقول ابن تيمية في تقرير هذه القاعدة: وللشريعة أسرار في سد الفساد وحسم مادة الشر لعلم الشارع ما جبلت عليه النفوس. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني